وإن من نال مقام الإمارة من بنى أبى الطيب هو محمد بن أبى القاسم بن عبد الرحمن بن جعفر، وجلس على كرسى الحكم سنة ٤٥٣.
إلا أن ملك اليمن على بن محمد الصليحى استولى على قطر الحجاز، وانتزع إمارة مكة المفخمة من أيدى بنى الطيب. وإن كان يروى بعض المؤرخين أن على ابن محمد الصليحى أودع مقام الإمارة ليد «محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن هاشم» وعاد إلى بلاده.
إلا أن تاج المعالى بن أبي الفتوح مات تاركا حمزة بن وهاس بن أبى الطيب داود السليمانى من بنى سليمان أميرا، وبعد أن حارب هذا موسى ما يقرب من سبع سنوات، انتقل زمام الإمارة إلى يد محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن هاشم وبعد ارتحاله إلى يد أولاده.
وليس من بنى سليمان من ارتقى كرسى الإمارة غير حمزة بن وهاس بن أبى طالب. وإن كانوا ينقلون أن محمد بن الفاتك وأخويه قد شغلوا كرسى الإمارة، ولما كان من المحقق أن حمزة بن وهاس خاتمة الطبقة الثانية يقتضى عدم صحة هذه الرواية.
بناء على رواية الإمام الفاسى فإن محمد بن جعفر أحد أفراد الأمراء الذين يطلق عليهم (الهواشم) وضبط نسبه على أنه «أبو هاشم محمد بن جعفر بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد الثائر (١) بن موسى الجون بن عبد الله المحصن بن حسن المثنى بن حسن السبط (رضى الله عنه)،وظل أبو هاشم ما يقرب من ثلاثين عاما يشغل منصب الإمارة وأطلق على الذين تولوا مقام الإمارة بعده «الهواشم».
وبنو سليمان الذين كانوا خاتمة هذه الطبقة ليسوا بنى سليمان الذين حكموا بين التلمسان والمغرب الأوسط.
والأشراف الذين حكموا فى تلك البقاع أولاد «سليمان بن عبد الله المحصن
(١) ووجه إطلاق لقب الثائر عليه قيامه بأخذ الثأر والآنتقام من أهل المدينة فى عهد المعتز بن المتوكل العباسى.