وأسقط اسم سند من الخطب ومات ثقبة بن رميثة فى ذلك الوقت، وفوض الشريف عجلان ابنه أحمد بن عجلان فى القيام بأمور الإمارة الخاصة به، فاستقلت إمارة مكة الجليلة وانتقلت لأحمد بن عجلان بن رميثة فقط.
واتخذ ملك مصر فى سنة ٧٦٦ إرسال (١٦) ألف درهم وألف إردب قمحا عادة، وألا يؤخذ بناء على ذلك الضرائب التى كانت تؤخذ من الحجاج. وبما أن عجلان بن رميثة مات سنة ٧٧٧ عن عمر يناهز سبعين عاما أعلن ابنه أحمد بن عجلان فى سنة ٧٧٨ مشاركة ابنه محمد بن أحمد فى الإمارة، وبعد عشر سنوات توفى إلى رحمة الله ومات محمد بن أحمد بعد وفاة والده بمائة يوم مقتولا.
هناك عدة روايات فى حق قاتل الشريف محمد، بناء على أحد الأقوال أنه قتل من قبل أحد الأشخاص المجهولين، وبناء على رواية ثانية قتله أحد المصريين، إذ كان فى سجن أحمد بن عجلان كثير من الشرفاء مثل الشريف محمد عم الشريف محمد بن أحمد، وأخواله الشريف أحمد والشريف حسن بن ثقبة، وابن خاله الشريف على بن أحمد بن ثقبة.
طرحت الحكومة المصرية إطلاق سراح هؤلاء المسجونين، إلا أن الشريف أحمد بن عجلان لم يوافق على ذلك فأسلم الشريف محمد بن أحمد بن عجلان شئون هؤلاء الشرفاء عقب وفاة والده، وقد تأثر ملك مصر من عمل الشريف محمد الطائش هذا، فعين عنان بن مغامس بن رميثة أميرا مكان محمد بن أحمد، وكان مغامس هذا قد فر من أحمد بن عجلان إلى مصر، وأرسله مع أمير حج مصر إلى مكة المكرمة، وكان محمد بن أحمد استقبل المحمل المصرى كالعادة. وفى ذلك الوقت ضربه أحد الخونة الباطنية من مصر وقتله، فألبس الشريف عنان خلعة الإمارة وأعلن أميرا. ودخل عنان بن مغامس فى سنة ٧٨٨ مع الموكب المصرى إلى المدينة المقدسة، وإن كان أنصار محمد بن عجلان حاولوا أن يدافعوا عن الشريف عنان فلم يستطيعوا ذلك، وفر كل واحد منهم إلى جهة ما.