للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت غاية عثمان بن عفان من هذا الأذان هو أن يستعد أصحاب الحرف والتجار لأداء صلاة الجمعة. بناء على ما ينقله محمد بن سعد عن الإمام الشعبى أنه كان للنبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين، أحدهم بلال الحبشى، والثانى أبو محذورة، والثالث ابن أم مكتوم وعند ما يغيب بلال الحبشى يؤدى الأذان أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة (١) كان يقوم بأداء الأذان ابن أم مكتوم.

وكان الأذان فى المدينة المنورة وبعض أسفار النبى صلى الله عليه وسلم منحصرا فى بلال الحبشى. ولكن كان يحدث أيضا أن يؤذن الأذان ابن أم مكتوم عمرو بن شريح (٢).ويروى بناء على قول أن اسم عمرو بن قيس هذا كان عبد الله. وكان اسم أم مكتوم عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة، وعنكثة قبيلة تنتمى إلى بنى مخزوم.

وكان اسم أبى محذورة أوس (وعلى رواية سمرة) بن معير بن ربيعة بن معير بن عريج بن سعد بن جمح. رجا من النبى صلى الله عليه وسلم قراءة الأذان مع بلال الحبشى، وقبل الرجاء من قبل النبى صلى الله عليه وسلم فنال شرف قراءة الأذان أحيانا.

وبناء علر رواية الإمام الكلبى أن أبا محذورة كان يرفع الأذان صباحا فى مكة المكرمة عند وجود النبى صلى الله عليه وسلم فيها.

ولما كان النبى صلى الله عليه وسلم فى الجعرّانة لتوزيع غنائم حنين علّم أبا محذورة الأذان المحمدى ووجه له القيام بالأذان وقراءته فى المسجد الحرام لذا لم يسافر الصحابى الجليل إلى المدينة المنورة وظل فى مكة المكرمة (٣).

يروى بعض المؤرخين أن عثمان بن عفان (رضى الله عنه المنان) أذن أيضا وأن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى داخل المسجد عندئذ. ولما كان بلال الحبشى لا يزال حيّا فى عهد الصديق الأعظم قرأ الأذان فى عهده أيضا، ولكن عند ما أصبح عمر بن الخطاب أميرا للمؤمنين لم يقبل تكليفه بقراءة الأذان (٤).


(١) بما أن أبا محذورة ظل فى مكة المكرمة فإنه من المحتمل أن يكون هذا النظام خاص بمكة المكرمة.
(٢) شريح بن عامر من أفراد قبيلة ابن لؤى.
(٣) هذه الرواية منقولة عن ابن جريح.
(٤) ناقل هذا الخبر روايه محمد بن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>