وأوصى بلال-رضى الله عنه-عمر بن الخطاب-رضى عنه الله الوهاب-أن يختار سعد القرظى الذى كان مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم فى قباء، واستصوب الخليفة وصية بلال واختار سعد القرظى مؤذنا لمسجد السعادة، وظلت قراءة الأذان فى المسجد النبوى فى آل سعد القرظى إلى أن انقطع نسلهم.
كان فى العصر النبوى فى المدينة المنورة-غير المسجد النبوى-تسعة مساجد أخرى، ولم يكن لهذه المساجد مؤذنون مختصون كانوا يقيمون الصلاة بأذان بلال (١).
رفع الأذان لأول مرة فى مصر فى جامع عمرو بن العاص لأنه عند ما فتح مصر أسس جامعا قاصدا المحافظة على أداء الصلاة فى جماعة مع الصحابة والتابعين، وذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصالحة.
قال أبو عمرو الكندى وهو يذكر مؤذنى جامع عمرو بن العاص ويعرفهم:
«كان أول من أذن فى جامع عمرو بن العاص الكائن فى الفسطاط هو أبو مسلم سالم بن عامر بن عبد المرادى. وكان هذا الرجل الكريم من الصحابة وكان لقراءة الأذان فى عهد عمر بن الخطاب، ووجد مع الجنود الذين رافقوا عمرو بن العاص فى حملته على مصر، وقام بتأدية الأذان إلى يوم الفتح لعمرو بن العاص.
وعقب فتح مصر أسس عمرو بن العاص مسجده فى الفسطاط،وجعل أبا مسلم رئيسا للمؤذنين وعين له تسعة أنفار من المعاونين وظل أبو مسلم إلى أن مات فى رياسة مؤذنى جامع عمرو، وظلت مهمة أداء الأذان فيما بعد فى ذريته إلى أن انقطعوا عن الدنيا».
وحينما كان يؤذن أبو مسلم فى جامع عمرو يبدأ وينهى الأذان ب «لا إله إلا الله»،وهذه الرواية منقولة عن أبى الخير. ولما توفى أبو مسلم عين مكانه أخوه شرحبيل بن عامر. حينما كان ابن عامر مؤذنا كان أمير مصر مسلمة بن مخلد.
(١) نقلت هذه الرواية عن الدار قطنى وأبى داود بكير بن عبد الله الأشج.