للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وسع جامع عمرو بن العاص وأضاف مئذنة وكان خاليا منها، وابن عامر هذا أول من صعد لقراءة الأذان على المئذنة فى مصر.

وقد اعتكف مسلمة بن مخلد فى جامع عمرو بجانب المئذنة إلا أنه انزعج من أصوات نواقيس كنائس الفسطاط‍ فأحضر شرحبيل، وأوصاه بأن يجد لهذا الموضوع حلا. فقال له شر حبيل: «إذن فأنا أبدأ فى قراءة الأذان وأطيله حتى الفجر، وبما أن دق الناقوس فى أثناء قراءة الأذان لن يليق فأصدر أمرا بمنع دق الناقوس فى أثناء الأذان»؛وأصدر مسلمة بن مخلد أمرا بألا يدق الناقوس ليلا.

وإن كان شرحبيل لم يتخل عن هذه العبادة إلى حين وفاته فى سنة ٦٥ الهجرية، واستمر يؤذن من منتصف الليل إلى الفجر.

إلا أن المساجد والجوامع قد كثرت فى مصر بعد ذلك، وبنى مسلمة بن مخلد لكل مسجد مئذنة ماعدا مسجدى خولان ونجيد وأمر أن يؤذن على هذه المآذن أيضا.

بعض التغييرات فى الأذان: كان الأذان فى مساجد مصر أذانا شرعيّا كما يؤذن فى المدينة المنورة وكما يؤذن الآن إلى أن جاء إلى مصر قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمى جوهر الصقلى. وأسس مدينة القاهرة، وصلى جوهر القائد يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى سنة ٣٥٩ فى جامع ابن طولون، وتولى الخطبة عبد السميع بن عمر العباسى، وأمر أن يقول المؤذنون ب‍ «حى على الصلاة حى على خير العمل» وصلى عبد السميع فى الركعة الأولى ب‍ «الجمعة»، وفى الركعة الثانية دون أن يركع. واحتد قاضى عسكر جوهر «على بن وليدى على عبد السميع وقال صاخبا: «يا جماعة المسلمين، قد فسدت صلاتكم، فصلوا أربع ركعات صلاة الظهر».فلم يهتم أحد بهذا الاعتراض والاحتداد، ثم أمر المؤذنون بأن عليهم بعد ذلك أن يقولوا فى كل أذان «حى على خير العمل، وعمم هذا النظام فى جميع المساجد والجوامع.

واحتد جوهر القائد على عبد السميع لأنه لا يبدأ السورة باسم الله جهرا، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>