للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آنه لا يجهر بالبسملة فى أوائل الخطب فجعله فى أواخر شهر جمادى الأولى إماما للجامع العتيق، وأمر بأن يقال فى الأذان «حى على خير العمل» وأن يجهر عند الصلاة فى الجوامع بالبسملة، ولكن الحاكم بأمر الله أصدر أمرا بعد إحدى وأربعين سنة بعد أن جمع جميع مؤذنى المساجد والجوامع وقاضى القضاة مالك بن سعد الفارقى بأن يسقط‍ من الأذان جملة «حى على خير العمل»،وأن يقول مؤذنو القصر عقب كل أذان «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله»،إلا أنه بعد سنة واحدة عادوا يؤذنون قائلين «حى على خير العمل»،وبعد أربع سنوات إلى سنة (٤٠٥) قالوا بدل «حى على خير العمل» - «حى على الصلاة» كما أن مؤذنى القصر تلقوا أوامر بأن يقولوا بدل «السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله» - «الصلاة رحمك الله».

وكون هذا الأمر الصادر لمؤذنى القصر كان لإحياء سنة قديمة متروكة! لأن حضرة بلال-رضى الله عنه-كان يقف أحيانا أمام باب حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: «السلام عليك يا رسول الله، وأحيانا السلام عليك بأبى أنت وأمى يا رسول الله حى على الصلاة، حى على الصلاة، السلام عليك يا رسول الله (١)، وأحيانا يقول السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته» (٢) ولما تولى أبو بكر الصديق الخلافة كان يقف سعد القرظى أمام باب دائرة الخلافة «ويقول السلام عليك يا خليفة رسول الله»،ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة راعى سعد هذا النظام فى أول خلافته، ولما قال عمر بن الخطاب أنتم مؤمنون وأنا أميركم أصبح يقول: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته حى على الصلاة حى على الفلاح، يا أمير المؤمنين».

ثم أضاف جملة رحمك الله، بناء على الأمر الصادر له من مقام الخلافة (٣) ولم يترك المؤذنون هذه العادة المستحبة إلى عهود خلفاء بنى أمية والخلفاء


(١) ناقل هذه الرواية وراويها الإمام الواقدى.
(٢) هذه الرواية منقولة من البلاذرى.
(٣) ثمة من يقول بأن إضافة عبارة رحمك الله كان فى عهد خلافة سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>