العباسيين، وكانوا ينادون الخلفاء والأمراء على هذه الصورة وكان هؤلاء يؤدون صلواتهم مع الجماعة (١).
وأراد الملوك الفاطميون أن يتبعوا هذه الطريقة، ولكن بما أنهم لم يتعودوا الصلاة الجماعية أخذ مؤذنوهم عقب صلاة الصبح يسلمون فوق المآذن على الملوك والأمراء وهكذا جعلوهم يقررون ما كان يقوله مؤذنو الأسلاف على أبواب الأمراء والخلفاء فوق المآذن.
وغير السلطان صلاح الدين الأيوبى عادات الفاطميين، فأمر بإلقاء الصلاة والسلام فى المآذن تعظيما لخليفة بغداد. وسرى هذا النظام على جوامع مصر والشام والحجاز. وفى خلال سنة ٧٦٠ الهجرية اتخذت عبارة «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» عقب أذان العشاء ليلة الجمعة، وبعد إحدى وثلاثين سنة عقب أذان الصلوات الخمس كلها.
قد شغلت بتغيير الأذان المحمدى الطائفة الإمامية أيضا فى بعض الأوقات.
وكان ذلك الوقت عند ما سجن أبو على بن كتبغا بن الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالى الحافظ لدين الله أبا الميمون عبد المجيد ابن الأمير أبى القاسم محمد بن المستنصر بالله، وبما أنه من متعصبة الطائفة الإمامية ففى سنة ٥٢٤ الهجرية عند ما تولى الوزارة أراد أن يخالف أصحاب المذهب الإسماعيلى، فأزال من الأذان جملة «حى على خير العمل»،ووضع مكانها جملة محمد وعلى خير البشر، وأنكر هذا مجتهد المذهب الإسماعيلى، وإسماعيل الذى ينتسب إليه الإسماعيلية هو ابن الإمام جعفر الصادق وقتل بعد سنتين، فظهر الحافظ لدين الله وحذف من الأذان جملة «محمد وعلى خير البشر»،وأعاده كما فى السابق جملة «حى على خير العمل».وأول من أذن من الإمامية قائلا «محمد وعلى خير البشر» شخص يدعى الأمير كابى شكنبة حسين.
ويروى أن هذا الشخص هو على بن محمد بن على بن إسماعيل بن حسن
(١) وقد تخلى الخلفاء العباسيون فيما بعد عن الصلاة فى جماعة.