بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب. ويحكون أنه أذن فوق إحدى مآذن حلب ذات ليلة على هذه الصورة، وفى عصر سيف الدولة الحمدانى، وأصبحت قراءة الأذان فى هذه الصورة عادة لمن يتبعون المذهب الإسماعيلى.
هذه الرواية تنسب إلى الشريف محمد بن أسعد الجوانى النسابة، وقد دامت قراءة الأذان بصيغة «حى على خير العمل محمد وعلى خير البشر» إلى قرب عهد نور الدين محمود. وبنى محمود مدرسة الحلاوية وافتتحها فدعا لأجل التبرك، أبا الحسن على بن الحسن بن محمد البلخى الحنفى. وقد استجاب أبو الحسن للدعوة مع فقهاء البلدة ولما حل وقت الصلاة طلب أن يصعد أحد الأشخاص على المئذنة ويؤذن بالصورة المشروعة المعروفة وإذا وجد من يرفض ذلك أن يضرب وأن يهدد من قبل الجماعة.
فصعد أحد الفقهاء المئذنة وأذن على الوجه المطلوب ولم تتغير بعد ذلك اليوم صيغة الأذان. واستمرت صيغة أذان مصر إلى سنة ٥٦٧،أى إلى عهد سلطنة صلاح الدين الأيوبى على الصيغة التى كانت عليها فى عهد الفاطميين. ولما كان صلاح الدين الأيوبى شافعى المذهب، وعلى عقيدة الشيخ أبى الحسن الأشعرى رفع بدعة «حى على خير العمل»،وبعد ذلك كانت صيغة الأذان التى تقرأ فى مصر أو الشام أو البلاد الملحقة بهما نفس صيغة الأذان التى تقرأ فى مكة المعظمة. واستمر هذا النظام إلى تأسيس الأتراك المدارس فى الديار المصرية أى إلى سنة (٧٦١) الهجرية، وبعد ذلك انتشر المذهب الحنفى فالأذان الذى كان يؤذن يوافق أذان الكوفيين، وكذلك أذان الصلوات. والأذان الذى يؤذن فى المدارس الأخرى والجوامع كذلك الصلوات تؤدى وفق أذان المكيين وصلواتهم.
وكان المؤذنون فى ليالى الجمع عقب أذان العشاء يصلون ويسلمون على النبى صلى الله عليه وسلم وقد اتخذ هذا النظام من طرف محتسب القاهرة صلاح الدين عبد الله البرلسى. وفى سنة ٧٩١ الهجرية اتخذت عادة قراءة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عقب أذان الصلوات المفروضة الخمسة، وذلك بأمر المحتسب نجم الدين محمد الطبندى وعممت على كل الجوامع.