المكبرين الذين كانوا يكبرون ويسبحون على المآذن ويقرءون القصائد الخاصة بالزهد والأشعار. وأبقى ابنه أبو الجيش خمارويه المكبرين فى وظائفهم واستمر فى إعطائهم ما خصصه لهم والده من الأجور.
واستمر هذا النظام إلى سنة ٥٦٨ الهجرية، وفى خلال تلك السنة قرر الملك (صلاح الدين) يوسف بن أيوب بناء على رأى وموافقة (صدر الدين) عبد الملك بن درباس الهدبانى المارانى الشافعى الذى عينه شيخا للإسلام أن تقرأ فوق المآذن بدل التسبيح والذكر، قصائد تمجد عقائد الأشعرية والأناشيد الدينية.
وفعلا نفذ ذلك القرار. وأبلغ الأمر إلى مؤذنى جوامع مصر والشام ونبههم بأن يسيروا وفق هذا الأمر وينفذوه.
ولما كان صلاح الدين وشيخ إسلامه صدر الدين على مذهب الشيخ أبى الحسن الأشعرى فى العقيدة، دعوا الناس إلى هذه العقيدة وتجرءوا أن يكفروا المخالفين.
وقد اتخذ قرار قراءة الصلاة على المآذن فى يوم الجمع لإعداد الناس لصلاة الجمعة، فى مصر فى خلال سنة ٧٠٦ الهجرية، وبعد ذلك بخمسة وخمسين عاما نقل هذا النظام إلى دمشق الشام وحلب والبلاد الأخرى، ومازالت هذه العادة جارية فى جميع جوامع العالم الإسلامى إلى الآن.