وكانت منطقة الحسا اسم دائرة ولما استولى عليها القرامطة أطلق على المدينة التى بناها أبو طاهر القرمطى وهى هجر الحسا، ويطلق على هذا الإقليم بلاد هجر وبلاد البحرين أيضا.
ويقع هذا الإقليم المتسع على الجانب الشمالى الغربى لمنطقة عمان وعلى طول سواحل خليج البصرة وفى الدرجة من ٤٨ إلى ٥٢ درجة فى الخط الطولى الشرقى ومن ٢٠ درجة إلى ٢٩ درجة فى الخط للعرضى الشمالى.
ويبلغ عدد سكانها مائتى ألف وخمسين ألفا تقريبا.
وبلاد خفوف ورأس الخيمة وقطيف العظيمة فى داخل إقليم حسا. وخصوبة أراضى الحسا شديدة ولها جزر كثيرة على ساحل البحر.
وأهم هذه الجزر جزيرة البحرين ومنها يستخرج أجود أنواع الصدف واللؤلؤ.
ويتكسب أغلب أهاليها قوتهم من صيد السمك واستخراج اللؤلؤ والصدف وتجارتهما.
وكان قديما أكثر عمرانا من الآن، وكان سكان قارة إفريقية فى الأوائل يأتون بأموال كثيرة وأشياء عديدة إلى قطيف بحرا ويبادلون أموالهم باللآلئ.
وكان موسم استخراج اللآلئ يبدأ من شهر يونيو ويستمر إلى شهر سبتمبر وكانوا يربحون من بيع اللألئ ثلاثمائة أو أربعمائة ألف جنيه إنجليزى. وكانوا يمتلكون ما يقرب من أربعة آلاف سفينة لصيد اللؤلؤ، وهذا دليل قاطع على ما كان عليه أهالى (القطيف) من ثروة وغنى.
ويروى أن فى قعر البحر منابع مياه حلوة، حتى إن الغواصين يحصلون على مياه شرب من فى السفينة من هذه المنابع.
وفى الحسا مياه معدنية كثيرة. إلا أنه ليس بين سكانها من يستطيع أن يحلل هذه المياه كيميائيا ليعرفوا خصائصها الصحية، لذا فإنهم يستخدمونها فى الحمامات للاغتسال.
وتسقى الحدائق والبساتين والمحصولات الزراعية التى تحتاج إلى ماء بهذه المياه التى تتبقى من الحمامات والمياه الأخرى التى تنبع من الجهات الأخرى.