للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن خصوبة أراضى قطعة الحسا وجودة مياهها تساعد كثيرا على نمو الأشجار والأغصان فالشجيرات الصغيرة التى تغرس تنمو فى ظرف أوقات قصيرة وتصبح أشجارا كبيرة. وتتضخم أشجار النخيل فيها بحيث لا يستطيع أن يحيط‍ بجذعها عدة أشخاص حتى إن نباتات العدس والفلفل تصل إلى ضخامة أشجار الرّمان.

وتنبع أكثر أنهار الحسا من داخل الغدران فى اتساع مائة متر مربع وفى خمسة عشر باعا فى العمق ثم تتفرع ويسقى الأهالى أراضيهم ومزروعاتهم بهذه المياه وهم يفتحون حولها قنوات قدر ما يريدون.

ولا يستطيع الإنسان أن يصف ما تضفى هذه المياه من جمال وزينة، وهى تمر من داخل البساتين والحدائق والحقول أو من حولها وهى تجرى براقة صافية فى صورة دائمة.

وعلى بعد بلدة (حفوف) بساعة منبع ماء يطلق عليه عين النجم، ولما كانت مياه هذا المنبع أكثر قوة وفى غاية العذوبة من جميع مياه المنابع الأخرى فأهلها يستغنون عن الحمامات.

والأشخاص الذين يشتكون من الأوجاع والآلام يشفون بإرادة الله بالاستدامة على الاستحمام بهذه المياه، وقد شاع هذا التداوى بين الأهالى.

وقد بنى على هذا النبع قبة جميلة وأخذ تحت المبانى وجعلت على شكل الحمامات وذلك فى ظل الإرادة السلطانية السنية إذ أحسن إلى أهالى (حفوف).

والأراضى حول إقليم الحسا وسواحله منبسطة مستوية. ولما كان البحر لا يستطيع أن يجزر ويسحب المياه الفائضة فى حالة مد البحر وتظل مياه هنا وهناك فتتعفن المواد المختلطة بالمياه وتؤثر فى جودة الهواء وتغيره وتسبب علل الحمى والملاريا فتسوء صحة الأهالى فتذبل ألوان أهاليه وتصفر ويكثر فيهم من يصيبهم مرض الطحال.

وتقع جزر البحرين بين ٤٨ درجة وعشرين دقيقة فى الخط‍ الطولى الشرقى وبين ٢٦ درجة وست دقائق فى خط‍ العرضى الشمالى ومن هذه الجزر تستخرج أجود أنواع اللآلئ والدرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>