العادية ويمارس أعماله إلى وشك انقضاء المدة سواء أكان بذاته أو بخمسته حتى يحصل على مدة جديدة وفق قانون «عانى» أو «مجبودة» ويضطر إلى أن يختفى ويستتر عن الأعين إلا أنه إذا استطاع أن يجد بعض المال لتجديد المدة وإطالتها وفق قانون عانى» أو «مجبودة» عندئذ يظهر ويسير حرا فخورا.
وإن كانت مدة «عانى» أو «مجبودة» تتجدد كل سنة إلا أنه ما لم يرض المضروب وأعوانه إن حددوا دية من الضارب ولم يأخذ المضروب من الضارب أو من أحد خمسته الثأر فإن له أن ينتقم منهم أى (الضارب أو أحد خمسته) بانتهاء المدة وعدم تجديدها.
وهذا بشرط أن يكون جرح المضروب غير قاتل، وإن كان الجرح مضرا وقاتلا ففى هذه الحالة يدخل الضارب بيت رجل عظيم النفوذ ذا قدر كبير وإن كان هذا الشخص يرضى بدخول هذا الضارب فى بيته إلا أن هيئة الجاهية لا تتصل بالمضروب أو أعوانه ما لم يتبين أن المضروب لن يموت من أثر هذا الجرح.
وعندما يعلمون أن جرح المضروب أخذ الطريق إلى الشفاء تلجأ هيئة الجاهية إلى أعوان المضروب ليعملوا على أخذ المدة كما سبق شرحه.
وبناء على قانون (عانى) أو (مجبودة) يحاول الشخص الذى استقبل هيئة الجاهية جاهدا أن يكرمهم، ويلح فى ذلك ولكن الجماعة المذكورة لا تمد يدها إلى الطعام، وإن ظل فوق المائدة أربعا وعشرين ساعة ما لم تجد جماعة الجاهية صاحب البيت قد وافق على قبول مدة «عانى».
وإذا مات المضروب من أثر الضرب فلا يستطيع الضارب أو خمسته الإقامة فى منازلهم ويعيشون مختفين مستترين فى أماكن أخرى إلى أن يقبل أعوان المضروب الميت الدية، ومدة «عانى» وقد حدث أن كثيرا من الناس عاشوا فى ديار القرية خمسة عشر عاما أو عشرين مساكين عرايا محتاجين نتيجة لمثل هذه الأحداث.
وإذا قتل أحد من جماعة المضروب الميت، بعد أن يقبلوا الدية، ومدة عانى القاتل أو واحدا من خمسته، قبل انقضاء مدة عانى؛ فإنه يقبض عليه أفراد