يحضر المدعوون يضرب الأمراء على العصيان التى فى أيديهم بخناجرهم ثلاث مرات، ويعود المدعوون ويظهرون أثر ضربات الخناجر لخصومهم فيذهب هؤلاء بدورهم إلى حضور الأمراء والويل كل الويل لهم لو تأخروا.
والآثار والخطوط التى تحدث فوق العصيان يطلق عليها بين البدو «وقر».
إذا أراد أحد أمراء العربان أن يحارب أميرا أو قبيلة فبما أنه ليس عنده جنود منظمة يبعث إلى شيوخ القبائل الذين يتبعونه مبينا عدد الأفراد الذين يريد إحضارهم والمكان والوقت الذى سيتلاقون فيه. ويحضر هؤلاء إلى المكان المعين وقد أعدوا لوازمهم الحربية ومؤنهم الغذائية.
ولما كانت قيادة هؤلاء الأشخاص الذين حشدوا فى يد الأمير الذى استدعاهم فيتولى الأمير قيادتهم ويتوجه بهم إلى مقر إقامة القبيلة التى يريد أن يغير عليها.
وقبل أن يتحرك يرسل عددا من الجواسيس ليطلع على أحوال القبيلة التى يريد أن يحمل عليها.
ولما كان استخدام الجواسيس من عادات أمراء العرب فإنهم كانوا يستخدمون فى هذا الأمر أناسا موثوقين فى كتمان الأسرار فالجواسيس الذين يذهبون لاستطلاع أحوال القبائل وكشفها لا يمدون أحدا بالأخبار إلا الأمراء.
وبعد ما يتعرف الأمير الذى يريد أن يخوض الحرب على أحوال القبيلة الداخلية معرفة جيدة بواسطة الجواسيس يلقى للأفراد الذين تلقى قيادتهم أشعارا مؤثرة وخطبا حماسية فيملأهم حماسا وشجاعة ويقطع المسافة التى تقطع فى يومين فى ليلة واحدة ويفاجئ القبيلة التى يريد أن يغير على مخيمها فجرا بالهجوم.
وفى مثل هذه الحملات يرسل الأمراء الذين تولوا القيادة، البدو فى مقدمة الجيش كالقناصة ويسوقونهم بينما هم يظلون فى المؤخرة كقوة احتياطية فى جهة ما منتظرين النتيجة. فإذا ما أحسوا آثار ضعف أو انهزام فى القناصين يهاجمون عامة وهذا من عادات العربان الجارية وقوانينهم المرعية.