ويبلغ عدد سكان ضواحيها ثلاثون ألف نسمة لم يبق فيهم من الذرية المباركة إلا عدد قليل.
وهى محاطة بسور على شكل قطع ناقص جميل من جهاتها الأربع، طول هذا السور أربعة عشر ألف ذراع، وارتفاعه عشرون ذراعا، وسمكه عشرة أذرع، وتنقسم المدينة المنورة إلى ثلاثة أقسام: المحال، وداخل السوق، وخارج السوق.
وفى داخل السور وخارجه ما يقرب من عشرة الآف منزل، وكلها مبنية من الطوب وسكانها مشهورون بكرم ضيافتهم، وجميع المنازل منتظمة ومبنية على طرز مرتفعة، ولها منافذ ضيقة تشبه منافذ بلاد الروم.
وفى الفصل الثانى يتحدث المؤلف عن مناخ المدينة المنورة وحرارة جوها، فمن المعروف أن جو المدينة المنورة مائل إلى البرودة فى الشتاء وحار فى الصيف تقرب حرارتها من حرارة أرض مكة فبرودتها تعود لوقوعها فى وسط واد فسيح لطيف تحيط به الجبال المتسلسلة، ويعد الشهران «يونيو ويوليو» من أشد المواسم حرارة ويتوالى اشتداد حرارتها إلى شهر أغسطس حيث تبدأ الحرارة بعد ذلك فى الأنخافض.
ثم يتحدث بعد ذلك عن أنواع الخضراوات التى تنمو فى المدينة المنورة وهى خضروات متنوعة فيها كل أنواع الخضراوات المعروفة عدا «الكرنب، القرنبيط والكراث والخرشوف» ولا سيما «البطيخ والخوخ والتين والليمون والعجور، العنب، التفاح، الرمان، الموز، والبلح» وجميع أنواع الفواكه المتنوعة بأجناسها المختلفة ما عدا «الفراولة والكريز» وهى موجودة فى كل وقت وكل موسم بكثرة، والتمر الذى يطلق عليه «البلدى» لا مثيل له في أى بلد آخر من حيث اللذة وجمال الشكل وهو نوعان: أحمر، وأصفر، هو أكثر من ٩٠ نوعا.
ويحدثنا المؤلف فى الفصل الثالث عن موضوع طريف وشائق، وهو كيف يضع الآباء أبناءهم داخل الغطاء القماشى لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الجنازة.
وفى الفصل الرابع يعرفنا الكاتب كيف يستقبل أهل المدينة شهر رمضان