ويروى «الإمام الواقدى» أن الحجر المذكور حجر أخضر اللون وكتب عليه السطور الآتية ونقلها على أنها من جملة تدقيقاته.
السطور التى نقلها إلينا الإمام الواقدى هى:
١ - السطر الأول:«لا إله إلا أنا رب البيت مغلبها وهى قرار ومرخيها وهى قفار».
٢ - السطر الثانى:«لا إله إلا أنا رب البيت مهلك الطغاة ومفقر الزناة ومخزى تارك الصلاة».
٣ - السطر الثالث:«أنا الله لا إله إلا أنا رازق من لا حيلة له حتى يعلم من له حيلة أن لا حيلة له».
وبعد أن فرغ إبراهيم-عليه السلام-من بناء كعبة الله المقدسة رفع يديه وابنه إسماعيل-عليه السلام-متجهين إلى أبواب رحمة الله راجين منه-سبحانه وتعالى-أن يكون ما قاموا به رهن قبول معطى العطايا.
وبعد هذا نزل جبريل-عليه السلام-باسطا أجنحته وقال «إن عملكم قد حاز القبول عند الله» ثم تقدمهما وعلمهما مناسك الحج.
وأدى إبراهيم-عليه السلام-مقتديا بجبريل-عليهما السلام-فريضة الحج، وثبت جميع شروط الحج ومناسكه فى خزينة حافظة ثم ودع ابنه إسماعيل- عليه السلام-عازما على العودة وصعد فوق قمة جبل الرحمة ونظر مرة إلى جهة بلاد الشام وأخرى إلى ناحية مكة المعظمة السعيدة وتذكر جودة جو الشام ولطافة هوائها وعذوبة مائها ومر بخاطره حرارة الحجاز الشديدة المتعبة فتأسف على بقاء ابنه فى هذا المكان الذى تحيط به الحجارة ودعا له طويلا. ثم ضغط برجليه على المهماز قاصدا ناحية الشام. وفى هذه الفترة صدرت الإرادة الإلهية «أذن فى الناس بالحج» وهكذا أمر بدعوة الناس إلى الحج فأخرج رجليه من المهماز وقال مخاطبا ربه: «يا ربّ قد فرضت طواف البيت على عبيدك وأمرت عبدك المطيع هذا بدعوة هؤلاء جميعا لينالوا من هذه المائدة العامة نصيبهم ولكننى كيف