للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك من لديهم الرجال الأقوياء والأسلحة البتارة الأكثر والأكمل منا؟ حتى تجرؤ على حربنا وقتالنا وطردنا وإخراجنا من أرض مكة؟ فلماذا تزعجبنا بهموم الحرب والقتال واحتمال طردنا من ساحة مكة الله؟!

وعند ما شعر مضاض بن عمرو أن إصلاح أحوال القبيلة الضالة أمر غير ممكن وأن هذا الحال مقدمة لداهية كبرى، قام ذات ليلة وأخذ الغزالين الذهب وكانا محفوظين فى خزينة بيت الله، وبقية الهدايا القيمة وألقى بها كلها فى بئر زمزم الذى قد نضب ماؤها، ثم سد البئر المذكور بالحجارة والتراب. ثم اصطحب أولاد وأحفاد إسماعيل وأسرع راحلا إلى الأطراف حتى لا يتعرضوا للخذلان.

كما أوضحنا سابقا فى الوجهة الخاصة أن الأشياء القيمة التى أخفاها مضاض بن عمرو فى بئر زمزم أخرجها عبد المطلب بن هاشم فيما بعد فى أثناء حفره للبئر وأجريت قرعة بالاتفاق مع الرأى العام وكانت نتيجتها أن الغزالين كانا من نصيب البيت الأعظم وبقية الأشياء من نصيب عبد المطلب.

وقد قام عبد المطلب بتعليق الغزالين على جانبى باب الكعبة فزين بهما الكعبة وباع بقية الأشياء أنفق ثمنها كله على بيت الله، وأظهر بهذا مدى إخلاصه وعبوديته.

عقب خروج مضاض بن عمرو مصطحبا أحفاد بنى إسماعيل إلى أطراف البلدان اشتد بغى وطغيان الجراهمة، وتصرفوا حسب هواهم.

وعند ما أدرك بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقبائل غبشان الخزاعى، قلة عدد الجراهمة، استعانوا بالقبائل المجاورة المقيمة فى البوادى لكى يغيروا على الجراهمة وكونوا جمعا كبيرا وأعلنوا الحرب على الجراهمة.

وبعد معارك كثيرة، حاصروا مكة المعظمة وضيقوا الخناق على الجراهمة البغاة، وطردوهم خارج حدود كعبة الله المحفوفة بالهدى.

وأول من تبوأ مقعد الحكم فى مكة المكرمة بعد الجراهمة هو غبشان الخزاعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>