وبعد وفاة غوث انتقل السماح للحجاج بالتحرك من عرفات والبدء فى رمى الجمرات إلى أبنائه وأحفاده.
ولما أوشكت هذه القبيلة على الانقراض أخذ أمر الإجازة أبناء بنى سعد بن زيد مناة بن تميمة إلى أن انتقلت هذه المهمة إلى أيدى بنى سعد وكان رؤساء الجماعة سواء من جاءوا من صلب غوث، أو من نسل أبنائه وأحفاده كلهم يقال لهم، صوفة.
وجماعة بنى سعد هم الذين ذكرناهم من قبل أفراد قبيلة تنتهى إلى آل صفوان بن شحنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وصفوان بن شحنة أول من تولى من هذه القبيلة وظيفة إعطاء الإجازة إلى الحجاج فى عرفات.
وسلسلة نسب كرز بن صفوان الذى تشرف بإدراك عصر النبوة الميمون ترتبط بشجرة هذه القبيلة وتحكم آل صفوان فى ممارسة مهمة الإجازة إلى الحجاج لم يكن يقل عن استبداد قبيلة صوفة.
لم يكن باستطاعة أحد من الحجاج أن يتجرأ على العودة من عرفات ورمى الجمار فى صحراء منى قبل أفراد آل صفوان حتى ضاق بهم الناس أشد الضيق واستاءوا أشد استياء.
وكان الحجاج كلما ألحوا فى الرجاء والتوسل إلى رجال بنى صفوان فى أيام رمى الجمار قائلين أغيثونا إن الوقت يمضى. كانوا يجيبون عليهم بكلمات غير لائقة قائلين:«كلا كلا ما زال الوقت مبكرا فلم تمل الشمس بعد إلى الغروب» فإذا رجوهم وتوسلوا إليهم أن يستعجلوا بعض الشئ كانوا يمعنون فى التأخر