للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى العصر الذى أشرقت فيه شمس الإسلام وأصبحت تبعث الضوء فى عيون الأنام، كان أبو سيارة هذا يتولى إجازة المزدلفة كما يفهم من خلال هذه القطعة الشعرية التالية.

نحن دفعنا عن أبى سيارة ... وعن مواليه بنى فزارة

حتى أجاز سالما حماره (١) ...

مستقبل القبلة يدعو جاره

قوله «سالما حماره» يشير إلى إعطاء أبى سيارة رخصة الإفاضة من المزدلفة للناس، من فوق ظهر الحمار وهو مطابق تماما لرواية سيرة ابن هشام.

وقد قلنا فى بداية الاستطراد إنه عقب وقفة عرفات، يقف واحد من آل صفوان، ويقول أجيزى صوفة ثم يقف شخص آخر بعده يصيح قائلا «أجيزى خندف»،وقد عرفنا من الذى يلقب صوفه والآن يجب أن نعرف ما المقصود بخندف.

و «خندف»:هو لقب سيدة تسمى ليلى بنت حلوان بن عمران وهذه السيدة هى زوجة إلياس بن مضر (٢) من أجداد النبى الكرام.

وتبعا لما ذكره الذين نقلوا أو تحدثوا عن سبب تسمية ليلى بنت حلوان باسم خندف (٣) مسوق فى الرواية الآتية: إن ليلى هذه أنجبت ثلاثة أبناء من إلياس هم:

عمرو وعامر وعميرة. وذات يوم وبينما كان هؤلاء يرعون إبل أبيهم إلياس جفلت الإبل من وثبة أرنب نافر. وعند ما رأى عمرو جفول الإبل وتفرقها، قفز سريعا من داخل الخيمة وجرى من خلف الأرنب حتى أدركه وأمسك به فسمى مدركة.


(١) قيل إن حماره هذا عمّر أربعين سنة من غير مرض حتى ضربوا به المثل فقالوا: «أصح من عير أبى سيارة». الإصابة ٩٤/ ٧.
(٢) هو الشخص الذى أهدى أول قربان للكعبة المعظمة.
(٣) عند ما يسير الإنسان ضاما أصابع قدميه كاشفا كعبه مديرا باطن قدميه يقال له خندف.

<<  <  ج: ص:  >  >>