هذه السنة نسأ أفراد القبائل شهرا. وأنه إذا روعيت هذه الأصول مرة كل ثلاث سنوات، فإن موسم الحج سيأتى فى كل سنة فى فصل ثم واحد من المحاصيل وبناء عليه يأتى الناس بمحاصيلهم فيكون حجا وزيارة وفى الوقت نفسه تجارة ورتبوا الشهور وفقا للسنة الشمسية ولأن السنة الشمسية تفترق قليلا عن السنة القمرية، احتاجوا إلى إضافة أيام فجمعوا الفروق التى تحدث بينهما وأضافوا شهرا إلى بعض السنوات واعتبروا أن شهور تلك السنوات ثلاثة عشر شهرا.
وبعد هذا الترتيب صادف الحج فى بعض السنوات بشهر ذى الحجة ونقل من شهر إلى آخر.
وظهر نتيجة هذا النقل أمران هما زيادة شهر على بعض السنوات من فائض الأيام التى تنتج عن تجميع أيام السنة الكبيسة وتأخير شهر حرام إلى شهر آخر ولأن العبادات المرتبطة بالسنة القمرية تخل بالمصالح الدنيوية على زعمهم، تركوا حساب السنة القمرية وربطوا عباداتهم بحساب السنة الشمسية وأخروا ونقلوا شهرا حراما إلى أشهر أخر.
والواقع رغم أنه قد تبدو فائدة دنيوية فى تركهم هذا إلا أن الله-تعالى-قد أمر باتباع حساب الشهور القمرية منذ عهد إبراهيم وإسماعيل-عليهما السلام- عهد الهداية.
وبينما الحال يجرى على هذا الوضع ترك أهل الجاهلية الأمر الإلهى باتباع حساب السنة القمرية من أجل أن يحققوا حسن سير المصالح الدنيوية، وأخذوا بترتيب السنة الشمسية ونتيجة لحدوث هذا الترتيب بدئ فى تأدية الحج فى شهور غير الأشهر الحرم وكانت هذه الجرأة الجاهلية سببا فى إمعانهم فى الكفر، لأن الله-سبحانه وتعالى-كان قد حدد حجهم فى الأشهر الحرم وحدها وإنهم فضلوا مصالحهم الدنيوية على التعليمات الدينية، إذ اتبعوا العمل بالسنة الشمسية وحجوا فى غير شهور الحج بوجود أيام كبيسة فى السنة الشمسية وتجرّأوا على القول لحمل أتباعهم على قبول فكرتهم والعمل بحسابهم وليس باتباع حساب الشهور القمرية.