للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت قريش بناء على تصويب ابن كلاب وترتيبه تجمع مقدارا من النقود وتشترى بها التمر والزبيب والحبوب وتقدمه تحية لقوافل الحجاج فى مواسم الحج.

وكان فقراء الحجاج حتى زمن قصى بن كلاب يعانون من مشكلة كبيرة، لهذا فكر ابن كلاب بينه وبين نفسه فى سبيل لحل هذه المشكلة وقرر ترتيب هذه الرفادة.

إذ جمع رجال قبيلته يوما وقال لهم يا معشر قريش إنكم تسكنون حول كعبة الله وتتميزون بلقب سكان أهل البيت، وتتمتعون بالإقامة داخل حدود بلد الله، لذا فأنتم مدينون بإطعام الحجاج الذين يأتون استجابة لدعوة الله.

ولكى تظهروا للضيوف القادمين مظاهر الاحترام على الشكل اللائق بهم، عليكم أن تسارعوا فى مد موائد المآدب لفقراء الحجاج فى كل عام أما إقامة هذه المآدب فيكون بتخصيص مقدارا من المال سنويا وإعطائه إلى وكيل الصرف ليشترى به البضائع اللازمة لإطعام الحجاج. وبما أنه كان نافذ الكلمة بين القبائل العربية فقد استحسن اقتراحه وهكذا وضع نظام الرفادة الشامل النفع وبناء على ذلك أخذت قريش تجمع فيما بينها النفقات اللازمة لهذا الغرض، وكأنها ضرائب مفروضة، وتسلمها لابن كلاب، وهو بدوره يتولى توفير البضائع اللازمة لإطعام فقراء الحجاج فى مواسم الحج وهكذا برزت مظاهر كرمه واحترامه للحجاج.

وقد بعث النبى صلى الله عليه وسلم ونظام الرفادة فى يد الحارث بن عامر بن عبد مناف.

وقد أطعم الحجاج فى السنة التاسعة الهجرية بواسطة أبى بكر الصديق وقد أطعم الحجاج فى حجة الوداع بلا واسطة.

وقد قام سادتنا الخلفاء الراشدين بمراسم الرفادة على الوجه الأكمل فى سنوات خلافتهم.

إن نظام الرفادة أو عادة إطعام الفقراء من الحجاج قد انتقلت إلى الخلفاء العباسيين وإلى سلاطين البلاد الإسلامية وكانت تتم بواسطة ولاة ولاية الحجاز الجليلة فى سوق منى فى مواسم الحج.

<<  <  ج: ص:  >  >>