للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخضر كعلامة (١) للأساس القديم، ولما أرادوا أن ينتزعوا ذلك الحجر الأخضر برقت نار عظيمة (٢) هزت أرض مكة، فخافوا من تعميق الأساس أكثر من ذلك، وبنوا أسس الجدران فوق ذلك الحجر الأخضر، ووجدوا تحت الحجر الأسود الكائن فى الركن الشرقى ورقة كتب عليها باللغة السريانية، وبحثوا عن واحد من طائفة اليهود ليقرأها.

وكان مفاد تلك الورقة الآتى:

أنا الله ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض، وصورت الشمس والقمر وحفظتها (٣) بسبعة أفلاك (٤) حنفاء لا تزول حتى يزول أخشباها مبارك لأهلها فى الماء واللبن.

يقول البعض أن ورقة أخرى وجدت فى مقام إبراهيم وقد كتبت عليها الآية الكريمة: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ} (البقرة:١٩٧).

والعبارة البديعة الآتية: مكة بيت الله الحرام، يأتيها رزقها من ثلاثة سبل، لا يحل لها رجل من أهلها.

وأيد هذا المعنى الشامل ما قاله النبى-صلى الله عليه وسلم-فى يوم فتح مكة بما أن الله- سبحانه وتعالى-حرم مكة المكرمة فلا يجوز لأحد من قبلى ولا من بعدى أن يحلها إلا أنها قد أحلت لى ساعة من نهار.

ولما ارتفعت جدران كعبة الله من جوانبها الأربعة وحان وقت وضع الحجر الأسود فى مكانه ظهر نزاع شديد بين القبائل، وصاح أفراد كل قبيلة قائلين نحن سنضع الحجر الأسود فى مكانه، وأخذ النزاع صورا مختلفة من الحوار والمناقشة


(١) أن الحجارة التى أسس بها إبراهيم-عليه السلام-الكعبة خضراء اللون مثل الزمرد ولمعته وفى شكل وحجم سنام الجمل.
(٢) إن هذه الشعلة قد برقت من تحت الحجر الأخضر المسمى حجر إسماعيل، وقد اهتزت من شدة اشتعالها جميع بيوت مكة المكرمة.
(٣) كتب فى نسخة أخرى «حففتها».
(٤) سقطت كلمة أفلاك فى نسخة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>