للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس على عبادتها قد اتخذها عرب الجاهلية آلهة لهم وأطلقوا على كل واحد منها اسما خاصا.

ويبين المؤرخون كيفية انتقال هذه الأصنام لبلاد العرب على يد عمرو بن لحى الضال على هذا الوجه:

كان عمرو هذا-بناء على اعتقاد أهل الجاهلية-تابعا للجن وكان دائم الاتصال به ودائم الحديث معه.

وقال له الجن يوما: يا عمرو! إن تماثيل الآلهة الخمسة التى كان يعبدها الناس فى عهد نوح وإدريس-عليه السلام-قد ظهرت على سواحل جدة، فابحث عنها وبعد ما تجدها انقلها إلى مكة.

وأسرع عمرو-وقد سمع ما قاله الجن-بالسفر إلى جدة وحمل تلك الأصنام من شواطئ جدة وعاد إلى مكة وأجبر الناس على عبادتها وقسمها بين القبائل المتفرقة وبعث لكل قبيلة فى موطنها بصنم خاص لها وهكذا بدأت عادة عبادة الأصنام بين العرب وأخذ كل سكان الحجاز من تلك الأوقات فى عبادة الأصنام.

وإن كانت هذه الرواية تكذب الرواية التى تقول أن عمرو بن لحى قد جلب هذا الصنم من أرض البلقاء فى الشام إلا أن إحضار عمرو الأصنام الخمسة إلى مكة من أرض الشام حدث بعد جلبة هبل.

ومع كل هذا قد ركز عمرو هبل (١) داخل الكعبة، وأهدى الأصنام الخمسة إلى رؤساء القبائل وهكذا حمل جماعات العربان على عبادة الأصنام ووفق فى نشر الوثنية فى الحجاز.

إن اللعين الذى حمل أحفاد بنى إسماعيل على الارتداد عن دين إبراهيم إلى الوثنية هو عمرو بن لحى الذى عاش ما يقرب من (٣٤٠) سنة وقد كتب له أن يرى ألف مقاتل من أحفاده وقد استمر حكمه وحكم أبنائه فى مكة المكرمة ٥٠٠ عام. ووفق هذا الحساب قد ظل بيت الله فى يد المشركين ألف عام وهو مكان لعبادة الأصنام.


(١) أول صنم أدخل الكعبة هو هبل وهو من أعظم أصنامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>