للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترى هل هناك شخص يشبهنى فى عظمتى وقدرتى ولم يصبه مرض فى مدة حياته؟!.

وحينئذ نسى بشريته وأخذ يحاول أن يفهم ماهيته، وغشيه يوم من الأيام نوم وعقب هذا حدث نفسه قائلا: على أغلب الظن أننى لست من جنس البشر، إذ كيف أكون بشرا ولم يصبنى مرض وتقلب المزاج والشعور بالكآبة. ولكنه نسى أنه فى حاجة إلى كل ما يحتاجه البشر من الأكل والشرب وقضاء الحاجة، وبعد فترة دخل الشيطان فى غرفته دون أن يشعر به حراسه وأيقظه من نومه.

ولما اقتحم عليه الشيطان حجرته وهذا لم يكن له فى الحسبان لأن اقتحام أحد عليه حجرته دون أن يراه أحد من الحراس كان ضربا من المستحيل بدون رؤية أحد من الحراس؟ لذلك تملكته الحيرة وقال له حينما رآه فجأة أمامه: من أنت؟ وتلقى ردا من إبليس المضلل: إننى ملك نزل من السماء قد جئت لأعرفك من أنت.

ولما كان جمشيد مشتاقا لمعرفة نفسه فكر أن هذا الشخص الذى يقتحم عليه حجرته لا بد أن يكون شخصا ذا قدرة فائقة وربما يستطيع أن يعرفه بنفسه لذلك وجه إليه سؤال إذن أخبرنى من أنا؟ لأننى لا أشبه بنى البشر فى شئ؟ فرد الشيطان قائلا: لعلك نسيت من أنت؟

إنك رب سكنة السموات والأرضين!! .. وكنت فى السماء منذ ثمانمائة عام ..

حينما استغرقت فى النوم فإننى هبطت بك على الأرض وفق أمرك ..

إن عدم إصابتك بالمرض طول حياتك وانتصارك على ملوك العالم جميعا أليس دليلا كافيا على أنك إله.

كما أن دخولى إلى الحجرة بدون أن يرانى أحد ألا يثبت أننى رسول السماء؟! وهكذا خدع إبليس جمشيد الأبله بقوله المزخرف.

وقد قبل جمشيد الأدلة الواهية التى ساقها له إبليس واقتنع بألوهيته واستفسر منه الطريقة التى سيتحرك بها بعد ألوهيته فأجابه إبليس اللعين: يجب أن توقد فى هذا الميدان نارا عظيمة ثم تدعو الناس جميعا وتعلن لهم أنك إله وتطلب

<<  <  ج: ص:  >  >>