منهم أن يسجدوا لك، وأن تلقى إلى النار كل من يمتنع عن السجود، وهكذا عرفه بطقوس المجوسية، وهكذا جعل إبليس اللعين جمشيد يوقد نارا حامية ويدعو الناس وجعلهم يسجدون له بعد أن أعلن ألوهيته فصدقه الناس. وبعد ذلك نصب خمسة أشخاص خلفاء له، وأعطى لكل واحد منهم صنما كبيرا وأرسلهم إلى أطراف مملكته بعد ما أمرهم بأن يدعوا الناس إلى السجود إلى هذه الأصنام وأن يعترفوا بألوهيته وأن ينال المصدقون التعظيم والتوقير وأن يعاقب المنكرون بإلقائهم فى النار.
كانت أسماء هذه الأصنام التى أعطيت للخلفاء: ود-سواع-يعوق-يغوث- نسر. وهكذا انتشر هؤلاء الخلفاء حاملين أصنامهم فى أرجاء العالم وابتدروا فى إضلال الناس بنشر طقوس الوثنية إلى أن مات جمشيد لعنه الله.
قد مات جمشيد بعد فترة من إرسال الأصنام إلى أطراف ممالكه، وهكذا نجا ربع سكان العالم من الاحتراق بنار الضلال، إلا أن مبعوثيه إلى أركان العالم أخذوا ينشرون طقوس الوثنية والمجوسية فى أرجاء العالم وأدخلوا أكثر الناس فى الوثنية.
قد قبض على جمشيد حيّا فى نهاية الأمر فى حربه مع «الضحاك» ابن أخى شداد بن عاد، وقد جعله قطعتين بعد ما نشره بعظمة شبيهة بالمنشار لنوع من أنواع الأسماك.
عاش جمشيد ألف عام قضى ١٠٠ أو ٣٠٠ أو ٧٠٠ أو ٨٠٠ سنة فى الحكم حسب الروايات المختلفة.
يدعى مؤرخو الفرس نبوة جمشيد، إلا أن ابن عباس قال إن القول ببعث نبى من الفرس كذب، وخرج روايات هؤلاء المؤرخين الواهية والذين يدعون نبوة جمشيد من مؤرخى الفرس الجهلة قد اقتنعوا أن سيدنا سليمان-عليه السلام- هو جمشيد، إلا أن جمهور أئمة الأخبار بينوا أن هناك أكثر من ألفى سنة زمنية بين سليمان-عليه السلام-وجمشيد، كما أن جمشيد قد كفر وأشرك فى أواخر أيام سلطنته، ويكفى هذا دليلا على بطلان تلك الادعاءات.