للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سؤال- هل إبليس أبو الجن كما يروى فى أقوال الناس؟

جواب- ليس إبليس أبا الجن. بل وجد الجن قبل إبليس ولكن إبليس أول العصاة.

سؤال- ما مدى قدرة إبليس؟

جواب- عمل إبليس هو أن يأتى الناس من حيث لا يشعرون ويهلكهم أو يلقى فى قلوب الناس الوسواس بحيث ينقص منزلة الناس عند الله، وإبليس لا يستطيع أن يؤثر فى عباد الله المؤمنين الأتقياء ولا أن يتسلط‍ عليهم كما بينه الله- سبحانه وتعالى-ولكنه يتسلط‍ على الغافلين عن وحدانية الله ومن يشركون به.

إن الذين يتجنبونه ويحذرونه ولا يتبعونه ينجون من دسائسه وكيده.

وما أعظم دسائس إبليس وما أشدها وأكثرها فإذا ما انصرف الإنسان عن دسيسة من دسائسه فإنه يأتيه من طريق آخر ويسلك جميع السبل ليحمل الإنسان على اتباع طريق العصيان.

ومن جملة دسائس إبليس أنه يحمل للناس كشوفا صحيحة وعلوما تامة ويحاول أن يخفى الذى يقوم بهذا العمل، ومن إحدى دسائسه أنه يكشف للناس معاصى الآخرين ويهتك خفاء الأشياء ويظهر عورات الناس والشخص الذى يطلع على مثل هذه الأحداث يظن أنه وصل إلى درجة عظيمة من الفراسة دون أن يعرف أنها عطية الشيطان له وقد أصبح الشيطان سمعا له وبصرا.

إن مثل هذا العبد يجب أن يبادر بالتوبة حتى لا يكون من الهالكين.

ومن دسائس إبليس الخفية لأكثر الأولياء. هو الظهور فى قلب الولى وأن يدخل حيث يتوجه إليه بالتضرع والابتهال فيدخل العرش حينا والكرسى حينا والسماء حينا آخر. وإذا كان فى علم الله أن ينجى هذا العبد عرّفه أن كل هذه من حيل الشيطان، وهكذا يخيب إبليس فى سعيه ويضيع وقته سدى أما إذا لم يحفظ‍ الله-سبحانه وتعالى-عبده هذا-نعوذ بالله-فيكون من الهالكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>