للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«مغمس» حيث تشقق ومات لحكمة ما، والبدو سكان البادية يرجمون حتى الآن قبر «أبو رغال» ويستحقرونه. (١)

اسم ثقيف أبو عوف-قسى بن النبيت بن منبه بن منصور بن يقدم بن أقصى بن دعمى بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان، لما قابل مسعود بن معتب الثقفى أبرهة عظمه وحدثه بفرح وسرور وقال له: «يأيها الملك إننا سندلك على الطريق، إن عامة أبناء قبيلتنا عبيدك وكل ما تأمر به مجاب .. الكعبة التى تريد أن تهدمها وتخربها لا قيمة لها عندنا، إن بيتنا بيت اللات وهو فى الطائف وكل أهل الطائف يعظمون هذا البيت كما تعظم الكعبة ثم قدم لهم «أبو رغال» السالف الذكر ليدلهم على طريق مكة.

عند ما انفلق أبو رغال وهلك كان أبرهة قد بعث بكتيبة من الجنود فى رفقة أسود بن مقصود الحبشى الذى كان فى مغمس للتعرف على أحوال مكة المكرمة، عند ما وصل هؤلاء الجنود إلى أطراف مكة نهبوا وسلبوا الحيوانات التى كانت ترعى هناك.

بناء على هذه الوقعة ركب «عبد المطلب بن هاشم» سيد قريش وخادم الكعبة المعظمة ذو الرأى السديد بغله واتجه نحو معسكر الحبشة، وقد استقبله أبرهة استقبالا عظيما ورحب به أيما ترحيب-إذ بلغه علو شأنه بين قومه وأشار له أن يجلس فوق كرسى فخم مزين.

وفى قول آخر إن أبرهة لم يستطع أن يقاوم ما كان عليه «عبد المطلب» من الوجاهة والمهابة فنزل من كرسيه وجلس فوق البساط‍ وأجلس المشار إليه بجانبه وقاله له: «اطلب منى ما تشاء» فأجابه قائلا: «لا أريد منك شيئا غير أن ترد لى أربعمائة جمل نهبتها جنودك. والصحيح مائتان».

قد تحير أبرهة من هذه الإجابة الساذجة واندهش وقال له: ظننتك قد جئت ترجونى ألا أهدم الكعبة إنك تعرف جيدا أننى جئت لأهدم الكعبة التى تشكل ركنا من دينكم وأخربها.


(١) السيرة النبوية ٤٩/ ١.والعرب تستحقره لأنه كان دليلا لصاحب الفيل. وفى جامع معمر بن راشد أن أبارغال من ثمود وأنه كان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة، فلما خرج من الحرم أصابه الهلاك كما أصاب قومه فدفن هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>