خمرا-بأمر أبرهة-حتى يفقد عقله وتمييزه ثم وجهوه إلى جهة أخرى.
وأسرع محمود السير لتلك الجهة وتبعته الأفيال الأخرى وأخذت تجرى بسرعة خلف محمود وعند ما أرادوا أن يوجهوها إلى الكعبة كانت تبرك ولا تتحرك وكأنها لا تريد أن تهاجم الكعبة المعظمة.
عند ما رأى «نفيل بن حبيب الخثعمى» الأسير المصفد، بالأغلال لدى أبرهة هذه الحالة المليئة بالحكم للفيل «محمود» -إذ كان يمتنع من السير نحو الكعبة وعند ما يوجهونه ناحية الشام أو اليمن كان يسرع-أمسك نفيل بن حبيب أذن الفيل وقال له:«يا محمود احذر من التقدم لأنهم يريدون أن يستغلوك في تخريب بيت الله مع أنك في بلدة الله، فابرك محمود أوعد راشدا من حيث جئت».
أراد نفيل بن حبيب بفعله هذا أن ينبه الجيش الحبشى أن ما يريده أبرهة يشبه خيالا مستحيلا وأن محمودا والفيلة الأخرى لن تهاجم كعبة الله المعظمة. إلا أن أبرهة لم يتنبه لما يريده ابن حبيب الخثعمى كما لم يستطع أن يدرك شيئا من حركات الأفيال الحكيمة بل أصر على تنفيذ ما في ضميره وأخذ يضرب الفيلة ويشتمها حتى كاد يهلكها.
وفى تلك الأثناء أخذ عبد المطلب «عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى وبضعة من رجال قريش المخلصين معه ومضى إلى باب المعلى من الكعبة المعظمة واحتضن حلقاته وأخذ يتضرع ويناجى قاضى الحاجات وهو ينشد الأبيات الآتية: