للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«إن الشخص الذى نهبت حيواناته، هو سيد قريش وهو صاحب عين زمزم الموجودة بمكة إن هذا الشخص يطعم الناس فى الصحراء والوحوش على رءوس الجبال».

إن المطلوب منكم هو إبلاغ أبرهة بأن جنوده قد استولت على مائتين من إبل عبد المطلب سيد قريش، فإذا استطعت فاشرح الموضوع لأبرهة واحمله على تكريمه ورد إبله له، وقد نقل أنيس هذه الأقوال إلى أبرهة لذا أكرمه أعظم إكرام وأعاد له جماله.

إن «يعمر بن نفاثة بن عدى بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة» رئيس قبيلة بنى بكر وخويلد بن وائلة الهذلى رئيس قبيلة «بنى هذيل» أرادا أن يصرفا أبرهة عن هدم الكعبة وذلك بعرض ثلث واردات تهامة (١) الحجاز السنوية، ولما رفض طلبهما استعدا للحرب بالاتفاق مع قبائل (قريش وكنانة وخزاعة وهذيل والقبائل الأخرى)،ولكنهم غيروا رأيهم واتبعوا فكرة عبد المطلب إذ أحسوا أنهم سيتعرضون للهزيمة.

وعند ما رأى أبرهة أن أهل مكة لا يدافعون عن بلادهم، ساق حشراته إلى «وادى المحسر» (٢) الواقع بين المزدلفة ومكة المعظمة واستعجل فى تنظيم صفوف جيشه وطلب من ساسة الفيلة أن يهيئوا أفيالهم للهجوم على مكة ودفعوا الفيل «محمود» نحو الكعبة، ورغم جهود السايس المضنية لسوق الفيل محمود ناحية الكعبة المعظمة لم يتحرك الفيل خطوة واحدة نحو الهدف، ولم تفد جميع محاولاتهم وما بذلوه من سعى لدفع الفيل نحو الكعبة كلما كانوا يسوقونه إلى الأمام يقع ولا يتحرك.

ولما رأوا أن المحاولات المضنية لدفعه إلى الأمام لم تأت بنتيجة، لذا سقوه


(١) إنها مدينة زبيد المشهورة فى الناحية الجنوبية من قطعة الحجاز.
(٢) إن سبب إطلاق محسر على هذا المكان لأن أصحاب الفيل قد تعرضوا هناك لعذاب الله وعقابه. لأن الفيل محمود لم يتقدم إلى الأمام بعد هذا المكان وتبعته الأفيال الأخرى ولم تتحرك خطوة إلى الأمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>