بالبحر مثير للدهشة وحمل جثث الأعداء المنتنة وكنسها إلى البحر وهكذا طهرت ساحة مكة الله.
وهناك قول يدعى أن الحجارة التى ألقيت من قبل طيور الأبابيل إذا ما أصابت شخصا تظهر فى جسمه بثور مثل البثور التى تظهر فى الشخص المصاب بالحصبة والجدرى، والذين أصيبوا بها ماتوا وهلكوا من شدة أوجاعها والبقية الباقية وصلوا إلى الحدود اليمنية بكل صعوبة ونجوا بجلدهم فارين.
حينما تشتت جيش أبرهة واضمحل كما سبق تعريفه، هجم أهالى مكة على معسكره وأخذوا ما وجدوه من أموال وأسلحة وأشياء ونالوا ثروة وأصبحوا من أهل اليسر والغنى ونالوا غنائم بدون أن يتعبوا ودون أن يتعرضوا للمحاق والمشاق وذلك لحرمة حبيب الحق رسول رب الفلق وتضاعفت شهرتهم عن ذى قبل ونجوا من شر العدو القوى الشرس الذى أخاف عربان جزيرة العرب، كما أن القبائل المعارضة لهم انصرفت عن حربهم وقتالهم لأنهم اعتقدوا أن أهل مكة مؤيدون من قبل الله.
وقد ولد خاتم الأنبياء سيدنا محمد بعد واقعة الفيل بأربعة وخمسين يوما وبناء على هذا التقدير قد حدث قدوم أبرهة إلى مكة ومغادرته لها فى أواسط شهر المحرم ويوافق ولادة النبى-صلى الله عليه وسلم-في شهر ربيع الأول الموافق لشهر أبريل من الشهور الرومية.
قد أطلق العرب على السنة الميلادية التى توافق خمسمائة وتسع وستين «عام الفيل» وقد اتخذوا هذه الواقعة مبدأ تاريخ لهم وتفاخروا بها وأنشدوا فى حقها أناشيد وألقوا القصائد وأخذوا يعظمون أهل قريش ويوقرونهم قائلين «هؤلاء أهل الله، لذلك أهلك الله أعداءهم»،لا يستطيع إنسان أن يحصى الأشعار والقصائد التى ألقيت بخصوص هذه الواقعة وإننا قد أدرجنا بعض هذه القصائد المختارة من قبل المؤرخين.
والقصيدة الآتية من جملة تلك القصائد وقد أنشدها عبد المطلب بن هاشم.