يضعه فى مكانه الذى فى بيت العزة استدعى ابنه عباد وجبير بن شيبة بن عثمان، وقال لهما بينما أنا أصلى صلاة الظهر اذهبا إلى دار الندوة وخذا الحجر الأسود منها وضعاه فى مكانه، وكبرا بعد أن تستراه قال هذا وأم الناس ليصلى صلاة الظهر.
قد تشاور عباد وجبير بن شيبة بن عثمان ثم وضعا الحجر الأسود على طرفى الستارة الخشبية الكائنة بين كعبة الله ودار الندوة، وأحاط بهم الناس من الطرفين ثم وضع الحجر الأسود على ثوب طاهر فى شكل ظاهر، ومرا من بين الناس ووضعا الحجر الأسود فى مكانه وغطاه، ثم كبرا مبشرين باستقرار الحجر فى مكانه. وقد وضع الحجر الشريف فى مكانه حضرة عباد، وساعده فى ذلك جبير بن شيبة.
وقال عظماء قريش بعد أن فرغوا من أداء الصلاة، وقد عرفوا أن الحجر الأسود قد وضع مكانه إن قريشا عند ما أرادت أن تضع الحجر الأسود فى مكانه تنازعت عدة أيام، وكادت تدخل مع بعضها البعض فى الحرب والقتال بعد ما استمر القيل والقال فيما بينها عدة أيام فأتى الرسول-صلى الله عليه وسلم-،وحسم النزاع بعون رؤساء القبائل الأربعة؛ وهل من اللائق ألا يتبع عبد الله بن الزبير هذه الطريقة ويرعاها؟! وقد أرادوا بهذا أن يثيروا الفتنة بين سكان مكة إلا أنهم لم يجدوا من يقف بجانبهم فاضطرو للسكوت.
وقد تم تجديد البيت فى يوم الثلاثاء فى الثالث من شهر رجب أو السابع والعشرين منه من العام الرابع والستين من الهجرة، وعند ما انتهى العمل تماما فى البيت ذهب عبد الله بن الزبير مع جميع أهل مكة إلى التنعيم لأداء العمرة، ونحر مائة رأس من الجمال كذلك ذبح كل واحد منهم ما معه من قرابين كل على حسب قدرته وهكذا جعل اليوم مبتهجا كالعيد.
وتعرف هذه العمرة بعمرة الأكمة أو العمرة الرجبية بين أهالى مكة، وكان