عن معرفته أو عدمها، بل هم يتنافسون فى بذل هذا الشرف والترحيب بالضيف الغريب ويأخذونه إلى منازلهم حيث يعدون لهم أجود أنواع الطعام والشراب.
ومن عاداتهم تقديم ثلاثة فناجين قهوة متتالية ولكن بن هذه القهوة لا بد أن ينضج بعد ورود الضيف ويطحن فى المطحن ويسوى فى إبريق من الفخار، وقد يضحى صاحب البيت فى سبيل حماية ضيفه بنفسه وماله وعلى الضيف أن يعد نفسه واحدا من أهل البيت وأن يدافع عنهم إذا ما تعرضوا للأذى.
ومن صفاتهم أيضا تحمل الجوع والعطش والجو الشديد الحرارة وليس فى العالم قوم يتحملون هذه الأشياء مثلهم والذى يشبع منهم مرة فى أربع وعشرين ساعة يعد نفسه سعيدا.
وهم يعيشون على تناول الأعشاب التى تنمو بجانب الغدران التى تكونت من أثر الأمطار، وعند ما يتجهون إلى مكان ما للإغارة على بعضهم بما أنهم لا يملكون كثيرا من الزاد فإنهم يطحنون الدخن وشيئا من الدقيق وكلما يجوعون يضعون فى أفواههم قدرا منه ويشربون ماء.
ومع كل هذا التحمل فصحتهم جيدة وأجسامهم قوية إلا أن قوة أجسامهم لا تكتمل فبنية أجسامهم نحيفة وهم فى غاية من خفة الدم.
وفى الفصل الرابع من الباب السادس يحدثنا المصنف عن باب من الأبواب الطريفة والنادرة وهى عادات العرب وأساليبهم فى السلب والإغارة والعرب الذين يخرجون للسلب والنهب يتخذون أحدهم رئيسا وقائدا ولا يخرجون عن طاعته ورأيه، ومن أحكام السلب والنهب عندهم أن يكون نصف الخارجين ركبانا، والنصف الآخر من المترجلين وفى أثناء قتالهم لا يستخدمون الأسلحة النارية، ولكنهم يقاتلون بالأسلحة البيضاء مثل السيف والرماح وما يشبهها من الآلات.
وبعد ما يهيئون مهماتهم الحربية ويتخذون تدابيرهم القتالية ويقتربون من مقر