١ - فرقة منكرة: كانت تنكر الخالق والبعث والحساب وتحاول أن تثبت أن الطبيعة هى التى تحيى وتميت والدهر يفنى فكانوا يقولون: «ما يهلكنا إلا الدهر».
ومن ذلك قول شاعرهم:
حياة ثم موت ثم بعث ... حديث خزافة يا أم عمرو
ومن ذلك قولهم:
ما هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع، نموت ونحيا، ولا يهلكنا إلا الدهر.
٢ - الفرقة الثانية: كانت تعترف بالخالق، وابتداء الخلق ولكنها تنكر المعاد.
٣ - الفرقة الثالثة: تعترف بالخالق وابتداء الخلق ونوعا من البعث ثم أنكروا ذلك وعبدوا الأوثان ظانين أنها ستكون شفيعا لهم لدى الله-سبحانه وتعالى.
وكان من بينهم من يعبد النجوم والكواكب مثل الأشوريين، ومن يعبد الحيوانات مثل المصريين، ومن يعبد الملائكة والجن وكان منهم من انحرف لمذهب من يعتقد فى تناسخ الأرواح.
ويحدثنا المؤلف بعد ذلك عن كرم العرب وسخائهم وتحملهم للجوع والعطش فالقبائل البدوية تشتهر شهرة واسعة بين العرب بالكرم، والكرم البدوى معروف لدى البسيطة كلها، حتى الفقراء منهم يتصفون بهذه الصفة وهم يقدمون لضيوفهم أفضل ما يكون عندهم من طعام أو شراب وإن لم يجد الواحد منهم ما عنده لذلك فقد يذبح حصانه وناقته وهو أحوج ما يكون إليهما، وهم لشهرتهم بالكرم، فالكرماء منهم ممدوحون أبدا، والبخلاء مذمومون نادمون أبد الدهر.
ولما كان بعض العربان يفرحون بقدوم الضيف فرحا شديدا فينتظرون كل صباح ورود الضيف، ويناجون الله-سبحانه وتعالى-أن يبعث لهم ضيفا وسواء أكان الضيف معروفا أم غير معروف فالواجب يحتم إكرامه بغض النظر