للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم ثم رفع الحضور أياديهم داعين مبتهلين إلى الله بدوام دولة سلطان الأمم وانتصار جنوده وهكذا ختم المجلس.

وقد قدم لرضوان أغا مقابل خدمته الجليلة راية سلطانية أيضا. ولم يرغب رضوان أغا بعد هذه الوظيفة فى وظيفة أخرى ورجا أن تبدل وظيفته بمشيخة الحرم الكائنة فى المدينة المنورة وقبل رجاؤه وأسندت إليه إدارة محافظة المدينة المنورة مشيخة الحرم المدنى فى دار الهجرة.

وبعد ما أتم رضوان أغا خدمته قدم إلى إستانبول ونال شرف المثول بين يدى السلطان الذى عرض عليه وظيفة (بكلربكى) ولكنه لم يقبل هذه الوظيفة أيضا فأحيل إلى المعاش بستمائة ألف أقجة (١) وأنعم عليه ببراءة سنية (٢).

وكانت الرسالة التى كتبها والى مصر الوزير «محمد باشا إلى الشريف مسعود» تحوى فقرة (يرجى أن تبذلوا جميع جهدكم لتعمير البلد الشريف وتجديده متفقا ومتعاونا مع المخلص رضوان أغا على أرض الواقع).

وقد سر الشريف من هذه السطور وابتهج وأخذ يثنى على محمد على باشا ويشكره ثم ألبس الخلع لرضوان أغا ومرافقيه وبعد يومين من ذلك ارتحل مودّعا الدنيا إلى دار إمارة الفردوس فى يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الثانى.

وقد أثار موت الشريف مسعود بين أهل مكة القيل والقال مما أقلق الكرام من أهالى مكة والمجاورين ذوى الاحترام وأزعجهم. إلا أن رضوان أغا بما هو مفطور عليه من سجية عالية وروية فى التفكير بذل كل جهده ليحافظ‍ على أمن البلد وضبطه فأصدر الأمر الآتى:-

«كل من يسعى للفساد ويثير الخلل فى البلاد يهدر دمه» وأعلن هذا الأمر بواسطة المنادين فى الأسواق والحوانيت حتى يصل إلى مسامع الناس، ثم كفن وجهز الشريف مسعود وصلى عليه فى الحرم الشريف ودفنه فى مقبرة المعلا، ثم


(١) أقجة عملة فضية فى الدولة العثمانية.
(٢) قد أشير إلى هذه البراءة الشريفة برقم (٢) فى خاتمة المقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>