وبناء على التقرير الذى وضعه المهندسون والمتخصصون فى فن العمارة وبشهادة المسلمين قد رفعت الستائر الخشبية التى وضعت بدلا من الجدران المنهارة وانتزعت الحجارة الباقية ووضعت بكل احترام وتوقير فى مكان قريب من المدرسة الباسطية وذلك فى يوم الثلاثاء الثالث من شهر جمادى الآخرة.
وبما أنه قد شرع فى يوم الأربعاء الرابع من جمادى الآخرة فى إنزال سقف بيت الله لم يفارق رضوان أغا المهندسين والمعماريين وأمر بإنزال الرصاص الذى كان فوق السقف والأخشاب التى تثبت كسوة الكعبة، ثم وضعت هذه الأشياء بعد إنزالها فى خزينة الشموع، كما أمر بوضع التراب الذى تخلف من إنزال سقف البيت فى المطاف.
وفى يوم الجمعة السادس من جمادى الآخر اجتمع الشريف على بن بركات والأعيان والعلماء من مفتىّ المذاهب الأربعة فى داخل الحطيم الكريم وشاهدوا وتفقدوا وكان معهم الشيخ محمد على بن علان أحد المعترضين على تجديد الأبنية.
وقام رضوان أغا وعرض على المجتمعين أن ابن علان لا يوافق على هدم ما تبقى من الجدران بعد السيل وأنه يتلفظ بكلمات تؤدى إلى إثارة الفتنة بين عوام الناس ثم قال: ما رأيكم فى هذا؟ فقال الجميع: إن تجديد الكعبة قد أصبح واجبا بناء على أقوال المهندسين والمعماريين وبناء على ما رأيتموه من الجدران المتهدمة وبهذا قد أفتوا مرة أخرى. وفى يوم السبت السابع من جمادى الآخرة أمر بإنزال البقية من السقف اللطيف ووضع جزء من البقايا بجانب المدرسة السليمانية ووضع الجزء الآخر فوق أحجار كعبة الله التى حول الكعبة المعظمة.
وكانت الغاية من وضع الأخشاب فى الأماكن المتفرقة لحفظها من الأذى الذى قد يصيبها فى أثناء هدم جدران الكعبة.
وفى وقت الضحى المذكور شرع فى هدم بقايا الجدران الكائنة فى جهة بئر زمزم وفى الغد ومن يوم الأحد الثامن من جمادى الآخرة شرع فى هدم بقايا الجدار الغربى المقابل لباب إبراهيم وأنزلت الأخشاب التى كانت فوق هذا الجدار