والبركات للسلطان رافعين أكفهم إلى قاضى الحاجات وقد رتب بعد ذلك رضوان أغا حفاظا يجتمعون داخل المقامات الأربعة ويختمون القرآن الكريم كل يوم ثم يقرأون دعاء ختم القرآن فوق الساحة المباركة للبيت الحرام.
كما عين ثلاثة من الحفاظ الفقهاء ليشرعوا فى قراءة سورة الفتح مع بدء العمل فى البناء فى كل يوم، كما فتح بابا فى السور الخشبى الذى حول الكعبة.
وعهد رضوان أغا بمفتاح هذا الباب إلى بواب معين وكان المذكور حينما يفتح الباب كل صباح يبدأ الحفاظ الذين فى داخل المقامات الأربعة فى ختم القرآن الكريم ويشرع البناءون فى العمل كما يبدأ الحفاظ الذين داخل المقام الحنفى فى قراءة سورة الفتح.
وقد استمر هذا النظام إلى أن انتهى بناء بيت الله المفخم وقد ختم القرآن كل يوم فى المقامات الأربعة كما تليت سورة الفتح ثلاث مرات.
واشتغل البناءون فى يومى الخميس والجمعة والسبت السابع والثامن والعشرين من جمادى الآخرة بإعداد ما يلزم من مؤن لتثبيت ووضع الطبقة الثانية من الحجارة وفى يوم الأحد التاسع والعشرين من الشهر المذكور أخذوا يركبون حجارة الطبقة الثانية وفى اليوم الثلاثين من جمادى الآخرة يوم الاثنين وضعوا فى الركن اليمانى حجر استلام المطوفين المبارك.
وكان الجزء العلوى من هذا الحجر قد انكسر لذا صب البناءون فى هذا الكسر مقدارا كافيا من الرصاص بعد ما سووه جيدا مع الأجزاء الأخرى حتى يتماسك مع الحجارة الأخرى.
وفى أثناء وضع الحجر المسعود فى مكانه من الركن اليمانى جاء الشخص الكريم الذى يحمل مفتاح البيت ومسح الحجر الأسعد وما يتصل به من الحجارة بنوع من الأعشاب والعطور الأخرى.
وبعد ما رص البناءون حجارة الركن اليمانى ورصوها جيدا رصوا حجارة