للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الاثنين الرابع والعشرين من جمادى الآخرة جهزت أحواض الكلس ٤٣٧ وأدخلوا الحجارة التى كانت فى الخارج إلى المطاف الشريف وفى الغد الثلاثاء الخامس والعشرين من جمادى الآخرة أرسلوا الحجارة التى قطعت من جبل الشبكة ونحتت وسويت بجانب مقبرة العارف بالله الشيخ محمود بن إبراهيم أدهم إلى حرم المسجد الحرام وبعد ما غسلت هذه الحجارة بجانب المقام المالكى حملت إلى جانب جدران كعبة الله.

وفى يوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة أخذوا يبنون فوق الطبقة الأولى من الحجارة التى وضعت فوق الحجارة الخضراء ورفعوا البناء من الجهات الأربعة إلى أرض المطاف. وقد وجد فى ذلك اليوم فى الحرم الشريف بجانب الكعبة الشريفة قضاة مكة المكرمة والمدينة المنورة وشيخ الحرم والفقهاء والعلماء حتى ينالوا شرف تقديم الخدمة فى أثناء وضع أسس البيت الحرام، ودعوا لسلطان العصر وأثنوا عليه وحملوا الحجارة بأيديهم وبعد فترة تعبوا وجلسوا فى الحطيم.

وقام رضوان أغا الذى كان معهم وأخرج من جيبه دفترا وقرأ أسماء الشريف عبد الله وقاضى مكة المكرمة وشيخ الحرم ونائبه ووالى مكة ومفتىّ المذاهب الأربعة والآخرين ممن قاموا ببناء البيت وتجاوز عددهم العشرين ثم ألبس كل واحد منهم خلعة فاخرة وختم المجلس بالدعاء للسلطان مرة أخرى.

وقد ارتجل أحد الأشخاص من فضلاء مكة هذا المصراع من البيت يسجل فيه تاريخ اليوم.

( ... تاريخ رفع الله قواعد البيت (١))

عاد المدعوون المشار إليهم بعد زيارة بيت الله ذو الأسس الذى لن يندرس بعد ما لبسوا الخلع فى داخل الحطيم وبعد ما تلوا آيات القرآن الكريم ودعوا باليمن


(١) كان يلزم أن تكون إشارة التعمير فى المصراع الأول من هذا البيت إلا أننا لم نقدر على الحصول على هذا المصراع.

<<  <  ج: ص:  >  >>