فيها من أمتعة وبضائع. وما كان فى مقدرة أحد أن يخمن عدد المتضررين، أو ما ألحق بالناس من أضرار هذا السيل، وبعد انحسار المياه وجدت مائة جثة فأودعت الثرى. ولم يرد منذ عصر الجاهلية أخبار عن سيل من السيول أبشع وأكثر رعبا من هذا السيل.
١٧ - السيل الثامن عشر ظهر بعد عام من ظهور السيل السابع عشر من سيول مكة. ولا يعرف فى أى يوم من أى شهر ظهر هذا السيل، إلا أنه قد تسبب فى ضرر كبير وأدى إلى تلف كثير من ممتلكات أهل مكة.
١٨ - السيل التاسع عشر وقع بعد السيل الثامن عشر بمائة وخمسين سنة (١٠٣٩)، وهو من السيول العظيمة التى أخافت وأرعبت أهل مكة. وقد غرق فى خلال هذا السيل عدد لا يحصى من الناس وأصاب أهل مكة بخسائر وأضرار لا يستطيع الإنسان أن يخمنها، وكان سببا فى هدم وسقوط أبنية الكعبة المفخمة (١).
١٩ - من السيول التى أحصيت السيل العشرون الذى حدث فى سنة ألف وتسعين أما عدد الحجاج الذين ماتوا غرقا فى هذا السيل فيفوق الحصر وما أصاب سكان مكة من سوء وخسائر فلا يمكن معرفته بالتخمين.
٢٠ - وبعد مرور عام على سيل عام (١٠٩٠) ظهر سيل عظيم آخر هو السيل الحادى والعشرون الذى أورد أهل مكة مورد التهلكة وسبب لهم خسائر كبيرة. وبالنظر إل ما ذكره مؤرخو مكة فإن السيل المذكور وقع فى اليوم الثالث والعشرين من شهر ذى الحجة عام (١٠٩١) الهجرى. وقد وقع هذا السيل فى اليوم المذكور بعد صلاة الظهر بنصف ساعة على أثر هطول أمطار
(١) بما أن قد كتب فى الوجهة الثانية والصورة الثالثة عشرة ما أحدث هذا السيل من خسائر عند دخول المياه فى كعبة الله، وكيف أخليت الكعبة من الأشياء التى جرفها السيل لذا لم تعد هناك حاجة إلى تكرار ذكرها.