وإن كان بقاء هذه الأرض المحترقة فى حالة خراب سيؤدى إلى أن تكون مقلبا لقمامة الحوانيت التى حولها، كما أنها ستحول دون النظام والنظافة المرجوان فى مكة المكرمة، فأراد الشريف حسن بن عجلان أن ينظم أزقة مكة المكرمة على قدر المستطاع.
كما أنه جدد الرباط المذكور وطهر جوانبه ونظفه رغبة فى البر والخير ولإيواء المحتاجين والمجاورين، ثم جعله وقفا لسكنى الغرباء فى سنة (٨٠٧).
كان السلطان غياث الدين المعظم أرسل النقود التى صرفها الشريف ابن عجلان مع رسول يسمى ياقوت وأمره بصرف جزء منها فى إنشاء مدرسة ورباط والتصدق بالجزء الآخر على الفقراء، وكان مع ياقوت هذا رسالة موجهة إلى الشريف حسن بن عجلان يبين فيها السلطان أن ياقوت قد ألحقه بمأمورية خاصة، كما أنه قد أذن له بإنفاق النقود التى أرسلها، ولما وصل ياقوت إلى مكة المعظمة أعطى الرسالة المذكورة إلى الشريف حسن بن عجلان، كما أنه ترك النقود التى رخص له بإنفاقها أمام الشريف الذى نحى ثلث النقود جانبا ووزع الباقى على الفقراء. وبنى ياقوت بالثلث الموقوف من النقود مدرسة ورباطا، وعين أربعة من علماء المذاهب الأربعة مدرسين على ستين طالبا من الذين اختارهم وهيأ لهم جميع ما يحتاجون إليه من المعونات.
كما أنه أصلح طرق «عين بازان» والبركة الخربة فى المعلى وأجرى مياه العين المذكورة إلى هذه البركة؛ وذلك وفق تعليمات شهاب الدين الذى عينه الشريف حسن مساعدا له.
ويروى أن الشريف حسن بن عجلان أخذ من ياقوت لبناء الرباط والمدرسة باسم السلطان غياث الدين سبعة آلاف مثقال من الذهب، كما أخذ لتعمير العيون خمسة آلاف مثقال من الذهب، كما أنه استولى على الصدقات التى أرسلت إلى أهالى المدينة المنورة.