وسبب ذلك إصرار محافظ المدينة ألا يكون تحت إمارة الشريف وفق الأصول الجارية فى ذلك العصر. ومن عادات زمن إمارة الشريف حسن بن عجلان أن يأخذ ربع الأموال والأمتعة التى يمكن إخراجها إلى البر من السفن التى ترسو على الشاطئ فى سواحل جدة والشعيبية ويقتسمها مع الأشراف.
إن السفينة التى كانت تحمل الأموال التى بعثها الملك غياث الدين الأعظم قد تعرضت لحادث إلا أنه أمكن إنقاذ معظم حمولتها، وأخذ حسن بن عجلان ربع الأموال التى أنقذت وفقا لعادات ذلك الوقت، إلا أنه اغتصب جميع الأموال التى أرسلت إلى دار الهجرة، وهكذا ظلم أهالى المدينة المنورة وغدر بهم.
إن تجرؤ الشريف حسن بن عجلان على التصرف بشكل يخالف عادات الأشراف كان سببا فى عصيان محافظ المدينة المنورة السيد حجاز وطغيانه، ولكن لشدة الأسف أن هذا العجلان قد كان سببا فى خذلان عامة أهل المدينة، وبعد مرور أربعة أعوام على تجديد هذا الرباط انهارات قنطرة المروة فأصلحها الناصر فرج الذى كان من ملوك الشراكسة فى مصر وفق طرازها القديم فى سنة (٨١١) هـ (١).
***
(١) إن هذه القنطرة كانت فوق الجبل الذى يطلق عليه جبل المروة وبما أنها أنشئت عندما فتحت البلاد الحجازية أصبحت تعد من الآثار العتيقة.