أن مذبح إسماعيل كان خاليا من الجدار فأحيا ذلك المكان ببناء الجدار، كما أنه هدم البيت الخاص ببنى شيبة، وأنشأه من جديد، وبهذا استجلب دعوات الأهالى والزوار بالخير للسلطان سنى المناقب وذلك فى سنة (١٢٦٢) وظلت مبانى المسجد الحرام بفضل هذه العمارة أربعة وثلاثين عاما بعيدة عن الخلل؛ إلا أن رخام المطاف وأماكن أخرى احتاجت إلى التعمير، وبناء على هذا جدد الرخام المذكور وكذلك الأحجار التى فرشت بها تحت القباب، وكذلك الأحجار التى فرشت بها أرضية بيت الله أو أصلحت إلا أن مبانى المسجد الحرام ظلت بعيدة عن المساس وذلك فى سنة (١٢٩٣) وفى تعمير أحجار داخل الكعبة وتجديدها نظم مفتى مكة الشافعى أحمد دحلان أفندى هذا التاريخ:
لسلطاننا عبد المجيد محاسن ... ومن ذا الذى بالحصر يقوى عدد
وقد حاز تعمير الباطن كعبة ... وتاريخه بيت مزيد يجدد
بناء بدا زهوا لداخل كعبة ... وسلطاننا عبد الحميد المجدد
ورأى مهندس البلدية الذى عهد إليه بالتعمير أن بعض الأماكن المقدسة أشرفت على الخراب، وعرض ذلك على المسئولين مع الخريطة التى رسمها للأماكن التى يلزم تعميرها.
ولكن الزمن لم يكن مساعدا لكل هذا العمل والتزم ألا يفتح الباب لنفقات باهظة لتعمير سطحى وتسوية قليلة. وفى الخريطة التى وضحت الأماكن التى تحتاج إلى التصليح فى المسجد الحرام رئى تجديد وترميم عدة أعمدة قائمة أمام محفل الشافعية والمدرسة الداودية وباب إبراهيم (الزيادة)، ليعنى إصلاح أربعة أعداد من الأعمدة الرخامية التى تحمل القبب الحجرية التى فى الساحة الرملية