من باب العمرة، وكذلك ثلاث قبب ملاصقة للمدرسة اليمانية التى تلاصق باب إبراهيم (الزيادة)، يعنى أن الأعمدة الثلاثة التى تعد كأرجل تحمل عقود القبب التى قد برزت عن مستواها وأوشكت على الانهيار بغتة، وكما بدا أن ترميم تلك الدعائم سوف يكلف (٧٥٠٠٠) قرش ولذلك صرف النظر عن إصلاح المظلة الشافعية، ورئى أن يدعم الأعمدة الثلاثة التى أمام المدرسة الداودية والثلاثة أعمدة الواقعة بجانب قصر نقيب السادات بدعامات وقتية ومساند؛ لأن إبقاءها على حالها كان خطرا، وفعلا اتخذ الإجراءات اللازمة لذلك وبهذا أعيد للناس ما سلب منهم من الشعور بالأمن وذلك فى سنة (١٢٩٦).
وقد أدرك بعد تنفيذ القرار السابق بعامين أن الأعمدة الستة ستنهار بغتة، وأن إبقاءها على تلك الحالة فى المسجد الحرام غير لائق، وسيثير قلق المسلمين ولا سيما أولئك الذين يعيشون تحت إدارة الدول الأجنبية من إخوان الدين.
لذا رأى عثمان نورى باشا والى الحجاز وقائد جيش الدولة العثمانية فى الحجاز أن يكشف وأن يعاين بدقيق الفحص تلك الأعمدة من قبل ضباط أركان الحرب من جديد، ثم بعث بنتيجة الفحص مع الخريطة السابقة التى رسمت من قبله إلى الباب السلطانى، واستأذنه فى تعمير تلك الأعمدة، ولما وصل الإذن السلطانى أمرا بهدم تلك الأماكن عين القائم مقام صادق بك كبير مهندسى عين زبيدة للقيام بالبناء.
وفى غرة رجب عام (١٢٩٩) شرع صادق بك فى إيفاء ما كلف به فهدم القباب المذكورة وبسهولة جر الأعمدة الرخامية التى ترفع العقود بواسطة آلات الجر وربطها فى أماكنها بأوتار حديدية ربطا محكما، ثم أقام عليها القباب طبق أصول الفن المعمارى، وبذلك رفع الخطر الذى كان يهدد الناس فى داخل الحرم الشريف وذلك فى سنة (١٣١١).
بينما كان صادق بك مشغولا بإقامة القباب المذكورة رأى أن الأعمدة التى تحمل القبتين اللتين أمام باب على ومتصلتين بالساحة الرملية تزحزحت