أعمدتهما، فأخبر بذلك عثمان باشا وتلقى منه الأمر بالإصلاح فهدمها وأقامها وفق الفن المعمارى والقاعدة الهندسية بصورة متينة رصينة وذلك فى سنة (١٣١٩).
وقبل الدخول إلى الحرم الشريف من باب إبراهيم كان هناك ثلاث درجات وفى وسط القبتين حجر فى طرفيه درجات الارتقاء والنزول، وقد جعلت بطريقة سيئة مما كان يسبب لجماعات المسلمين فى طلوعهم ودخولهم مشقة كبيرة، وعند إدخال الجنازات فى الحرم كان بعض المسنين الضعفاء يسقطون على الأرض تحت الأقدام ويضجون بالصراخ.
ولما أبلغ الأمر من الأهالى والمجاورين إلى عثمان باشا أمر بهدم ذلك المكان وتجديده وتوسيعه، فجدد كما ينبغى فسهل الصعود والنزول وذلك فى عام (١٢٩٩).
وكان فى الطرف الشرقى للكعبة وبالقرب من بئر زمزم فى جهة باب على قبتان يرجع عهدهما إلى زمن قدماء الملوك، وكانت مساحة كل قبة ستة أمتار مربعة فأمر السلطان عبد المجيد والد السلطان فى عام ١٢٦٢ بتحويل أحد القبتين إلى بيت للميقاتى والأخرى إلى مكتبة، ولكن وجود هاتين القبتين كان يضر بالحرم الشريف، ويحول دون رؤية المصلين الذين يصلون أمام باب على وباب عباس للكعبة الشريفة.
كما أن مياه السيول المتراكمة فى وادى إبراهيم عندما تهطل الأمطار كانت تدخل إلى داخل الحرم الشريف وتتلف كتب المكتبة القيمة، وبناء على ذلك وقبل سبعة عشر عاما أى فى عام (١٢٨٤) أفتى شيوخ المذاهب الأربعة بهدم هذه الأبنية ونقل ساعات الميقاتى وكتب المكتبة إلى أماكن مأمونة، وتخصيص ذلك المكان لأداء الصلاة فيه ورغم أن الفتوى كانت بإجماع الآراء وقد حازت موافقة السلطان؛ إلا أنها لم تنفذ إلى الآن لسبب مجهول، ولكن عثمان باشا أمر بنقل مكتبة المدرسة السليمانية ودار التوقيت إلى مكان مناسب فى ناحية باب النبى، وتسوية أرضيهما وفرشها بالرمال وذلك فى سنة (١٣١٩).