للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمانية عشر ألف دينارا ذهبيا، ليجعل مسامير باب الكعبة وحلقاته من الذهب الخالص وذلك فى سنة ١٩٥، ثم اقتلع ذهب الأعمدة التى أمر وليد بن عبد الملك بتذهيبها وأعاد تذهيبها على شكل أفضل.

وإن كان سالم بن الجراح قد عمر وزين الأماكن التى سبق ذكرها بثمانى عشرة ألف قطعة ذهبية أرسلت من بغداد، إلا أنه أذاب الألواح الذهبية التى تغطى مصراعى باب الكعبة، واستعملها وقد صرف على الألواح التى ركبت ثلاثا وثلاثين ألف قطعة ذهبية، وغطى مصراعى الباب وقت اقتلاع الألواح بستارة من قماش أصفر، وإلى عهد المتوكل بالله العباسى (١)، كانت زاويتا الكعبة فى الداخل الزوايتين الفضيتين من ذهب أيضا، فاستجاب المتوكل بالله وأرسل إسحاق بن سلمة وهو صانع بارع فرصع زوايا كعبة الله الأربع على نسق واحد كان ذلك عام ٢٤٤، وزين الستارة الداخلية بحزام من فضة عرضه ثلاثة أذرع ثم أدخل إلى الحزام مقطعا من ذهب خالص، كما أنه أصلح عتبة باب الكعبة المصنوعة من خشب الساج وغلفها بألواح فضية.

وبناء على ما يروى من الصانع المذكور أنه قد أنفق على الزوايا الأربع والمنطق الذهبى ثمانين مثقالا ذهبا، وللحزام وألواح الباب ستين أوقية ونصف يعنى (١٤٢٠) درهما من الفضة.

وما أرسل إلى بيت الله من الهدايا وأدوات التزيين الغالية تعظيما له بعد المتوكل بالله، ما فى الأبواب والزوايا من ألواح ذهبية وفضية اقتلعها ولاة مكة وحولوها إلى ذهب ونقود، وأرادوا أن يخمدوا الثورة التى اندلعت فى سنة ٢٨١، وبهذه الطريقة تركوا كعبة الله فى مثل البناء العادى وقد جدد المعتضد بالله أول ما اقتلع، وصرف من تزيينات كعبة الله وأعادها إلى حالتها السابقة وذلك فى سنة ٢٨٣.

كما أن لؤلؤ غلام والدة الخليفة المقتدر بالله قد جدد وعمر داخل بيت الله وخارجه وأعمدته اللطيفة بإيعاز من سيدته وذلك فى عام ٣١٠.


(١) وهو أول من اتخذ الشافعية مذهبا له من خلفاء بنى عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>