للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن جمال الدين جواد من وزراء الملوك المصريين أرسل خمسة آلاف قطعة ذهبية، فنظم وذهب الطلاء الداخلى لكعبة الله، وجدد أبواب المسجد الحرام كلها وذلك فى سنة ٥٤٩.

كما أن جمال الدين جواد قد جدد مصراعى باب الكعبة اللذين كانا ركبهما الحجاج بن يوسف الثقفى.

وبناء على الأمر الوارد التقى قاضى مكة مع ناظر الحرم الشريف وأرسل الباب القديم بناء على توصية أمير الحرمين قاسم ابن هاشم إلى حاكم مصر المقتفى بالله (١) ووهب الخليفة المشار إليه ما انتزع من فضة من فوق ذلك الباب إلى أمير مكة المعظم قاسم بن هاشم.

وقد وصى المقتفى بالله أن يصنع من ذلك الباب تابوتا ويدفن معه متبركا به وفعلا قد نفذت وصيته عند وفاته.

وفى عام ٩٥٦ ذهب وزخرف البقعة المباركة لكعبة الله حاكم اليمن الملك المظفر الغسانى، وبعده حفيد الملك المظفر الملك المجاهد.

وفى سنة ٧٣٥ أرسل ملك مصر ناصر بن محمد قلاوون الصالحى (٢) خمسة وثلاثين ألفا من ذهب مصرى، وفى سنة ٧٧٠ حفيد الملك ناصر أشرف صرف نقودا لا تحصى، وهكذا جدد كل واحد منهم عقب الآخر الطلاء الذهبى لكعبة الله وزخرفوها، وجدد ناصر بن محمد بن قلاوون الصالحى الباب الذى صنعه الملك المظفر، كما أن الملك المظفر الغسانى كان قد جدد الباب الذى صنعه جمال الدين ابن جواد.


(١) اسم المقتفى بالله محمد أبو عبد الله واسم أبيه المستظفر قد رأى هذا الشخص فى رؤياه قبل جلوسه على كرسى الخلافة بستة أيام سلطان الرسل صلى الله عليه وسلم، وقد وجه له النبى صلى الله عليه وسلم خطابا فقال له «يا محمد يظهر أنك ستنادى خليفة عما قريب وعندئذ يجب عليك أن تقتفى أثرى، وبناء على ذلك لقب بالمقتفى بالله.
(٢) كان مصراعا الباب القديم اللذين جددهما الملك الناصر من خشب الساج، وكان عرض كل لوح خشبى ذراعا واحدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>