الشمالى للبلدة المباركة مكة المكرمة تحده جبال يثرب والمدينة المنورة وصحارى الشام، والطرف الجنوبى تحده جبال اليمن، والطرف الشرقى تحده وديان البحرين والبصرة ونجد والحجاز، والطرف الغربى يحده البحر الأحمر وتبعد مكة المعظمة عن مدينة إستانبول عاصمة الدولة العثمانية-باعتبار مبدأ الطول-٣٠ دقيقة ١٥ درجة طول شرقا، وتبعد عن ميناء جدة الواقع فى الساحل الشرقى للبحر الأحمر المعروف باسم «بحر الشب» مسافة ثلاثين ميلا أى ٦٧٦٧٤ ذراعا فى جهة هبوب الرياح الجنوبية بإحدى عشرة درجة «بحساب البوصلة».
وتنقسم النواحى الملحقة بمكة المعظمة إلى قسمين هما: نجد وتهامة.
والنواحى التابعة لنجد هى: «الطائف، تمنار، قرن، نجران، مر الظهران، عكاظ،منجرة، كنبة جرش، سراة، أما النواحى التابعة لتهامة فهى نعم، عك، خنكان، ويشى، وادى نخلة، ذات عرق، يليل.
وكل ناحية من هذه النواحى تقع فى واد مستقل، ولها مصادر مياهها المعروفة ومزارعها الوفيرة. وقد تجاوز سكانها ثمانين ألف لعدة قرون، ثم تضاءل عددهم بالتدريج ولكن فى الوقت الحاضر تجاوز عددهم كل العصور السابقة، وذلك بضم سكان البادية وسكان البلاد الساحلية إليها والبلاد الساحلية هى جدة، حلى سوسين، هجم، ثرجة، أبيات حسنين.
وقد أجرى رائف أفندى دراسات كاملة فى هذا الشأن حينما كان موظفا فى ديوان الصحة ما يقرب من ثمانى سنوات أو عشر فى مكة والمدينة، وأمضى وقته فى دراسة أحوال البدو، وقام بالإحصاء الدقيق وأخبر أن عدد سكان مكة المعظمة من الأشراف والأهالى، والمجاورين يصل تقريبا إلى سبعين ألفا. ولما كانت الأمطار لا تسقط بوفرة سواء فى مكة المكرمة أو فيما يجاورها كما يحدث فى الرومللى والأناضول لعدم وجود المياه الجارية أصبح سكان هذه البلدة المباركة مضطرين إلى السفر لجلب المؤن الغذائية والبضائع من البلاد الأخرى، وكان من