عاداتهم إرسال القوافل فى فصل الشتاء إلى نواحى اليمن وفى فصل الصيف إلى الشام لاستيراد البضائع اللازمة من تلك المناطق.
وقد أثبتت السورة الجليلة «سورة قريش» ذهاب أهل قريش فى الجاهلية إلى اليمن مع حلول الشتاء وإلى الشام مع دخول فصل الصيف. وقد أسهب المفسرون العظام فى عرض تفاصيل تتعلق بهذا البحث فى تفسيرهم للسورة الكريمة.
واستمر تردد القرشيين على الشام واليمن بغية جلب البضائع حتى عصر النبوة، وبعد ذلك أخذ الحجاج المسلمون يترددون أفواجا على مكة والمدينة لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة، واشتغل أهالى مكة بأعمال الدلالة والإرشاد وسقاية ماء زمزم الشريف وسائر الخدمات التى تقدم للحجيج والعيش عليها مهما كان مقدار ما تدره من نقود. لذلك لم تعد لهم حاجة إلى التردد إلى تلك المناطق.
وغالبية أهالى مكة المفخمة من حضر موت، واليمن والهند والسند والشام ومصر وبلاد المغرب وبلاد الروم وكردستان ومجاورى سائر البلاد على وجه الأرض؛ أى أن كل سكان مكة المعظمة ما عدا الأشراف الكرام من أبناء بنى زبير وأحفاد بنى مخزوم وأولاد بنى شيبة ممن دخلوا الإسلام الذين جاءوا من خارج الحجاز واستقروا بها؛ لذا أصبح أهل مكة الأصليين قلة نادرة.
وولاية الحجاز الجليلة ولاية كبيرة مثل سائر الولايات السلطانية وقد أسندت الإمارة-للأشراف من أجل الإشراف على العربان والآخرين-لشخصية جليلة القدر وقدرة عالية على القيام بالنظارة، كما أسندت إدارة الأمور المدنية والمسائل المالية وأشياء أخرى تتعلق بالإدارة إلى شخص حكيم هو من المختارين من المشيرين العظام. واتخذت مدينة مكة المفخمة مقرا للإمارة ومركزا للحكومة.
إن الموقع السعيد للبلدة المباركة-مكة المكرمة-عبارة عن واد مقوس ومقدس