أنقذ الأهالى الضعاف من شقاوة الأشقياء وذلك فى سنة ٤٥٠ هـ مع أن هناك روايات مختلفة كثيرة يتناقلها الناس بخصوص القلعة القديمة التى قام بتجديدها المرحوم جمال الدين فمن المحقق أن تلك القلعة هى التى جددها جمال الدين المذكور إذ قال شهاب الدين ابن أبى شامة فى كتابه نقلا عن ابن الأثير:
بينما كان ابن الأثير يؤدى صلاة الجمعة فى مسجد المدينة المنورة، رأى أن أحد الأشخاص يطيل فى الدعاء لجمال الدين الأصفهانى فسأله عن سبب ذلك؟
فكان رد الرجل: إن أهل دار السكينة يدينون فى كل وقت وآن وساعة بالدعاء لجمال الدين؛ وكيف لا يدعون له؟! أليس هو الذى أنقذ سكان مدينة الرسول من إساءة العربان ومضرة أهل العدوان، إذ أحاط المدينة بالسور الذى تراه وكانوا قبل ذلك أسرى فى أيادى العربان وكان أشقياء العرب يهاجمونهم فى كل آن وينهبون أموالهم ويغتصبون حيواناتهم ويغيرون عليهم. ولسنا وحدنا نخصه بالدعاء حتى خطباء منبر السعادة يقولون فى أثناء خطبهم اللهم صن حريم من صان حريم نبيك بالسور، محمد بن على بن أبى منصور، فرحمه الله ورضى الله عنه.
إن رواية ابن أبى شامة هذه تؤيد القول الذى يحكى أن بانى هذا السور ومجدده هو جمال الدين محمد بن أبى منصور.
ويجرح ابن خلكان القول الذى يقول إن هذا السور قد بنى من قبل عضد الدولة قائلا إن «إسحاق بن محمد الجعدى» هو الذى كان قد بنى سور المدينة القديم فى خلال سنة مائتين وثلاث وستين، وكان للسور الذى بناه إسحاق بن محمد أربعة أبواب فى ذلك الوقت يفتح أحدها إلى جهة مقبرة بقيع الغرقد والثانى إلى عضد الدولة وادى العقيق والثالث إلى قبور الشهداء والرابع يفتح إلى جهة الغرب؛ وقد خرب هذا السور الذى بناه إسحاق بن محمد، وهذا هو سبب نسبة السور القديم إلى عضد الدولة ابن بويه وحكم بهذا المقال أن السور القديم من آثار إسحاق بن محمد وبعض المؤرخين يؤيدون هذه الرواية أيضا