أولا: قد استدعى لذلك سرا محمد جاويد أغا من قدماء ضباط القلاع وأمر بأن تجلب الأعلام وأن تتخذ التدابير العسكرية لمواجهة ما يحدث من مشاغبات.
ثانيا: صدر الأمر بسرعة اتخاذ التدابير والتحفظات وتوفير الأعلام اللازمة وصواريها وأوصالها السميكة والحبال الرفيعة التى تسحب بها الأعلام، وتم إعداد كل شئ وتجهيزه وتهيئة الجند اللازم للمحافظة على الأمن، وأن يذهب إلى دائرة الإدارة الجليلة لمقابلة الأمير السابق الشريف عبد المطلب والقيام بالخدمات اللازمة لإقناع الأمير بأن رفع العلم لن يسبب أى إزعاج. وأن تعد الأدلة المقنعة على أن رفع العلم لن يؤدى إلى اضطرابات ومشاغبات فى الإمارة فى ظل الاستعدادات العسكرية التى تم اتخاذها للحفاظ على الإمارة ويؤخذ موافقته على ذلك.
كما يؤخذ منه الإذن بارتداء الملابس الرسمية فى أثناء إطلاق المدافع بعد رفع الأعلام والتوجه إلى المسجد الحرام.
لترديد الأدعية بطول العمر لجلالة السلطان، بعد ذلك يعود إلى المواقع العسكرية وفى الصباح الباكر ترفع الرايات العثمانية على القلاع كلها فى لحظة، واحدة وتطلق المدافع إحدى وعشرين طلقة، بينما تعزف الموسيقى فى أثناء ذلك، ويصطف عدد من الجنود السلطانية على هيئة طابور ويتحركون مع قواتهم من معسكر المدفعية العثمانى متوجهين إلى الحرم الشريف للمسجد الحرام وفق الأوامر الصادرة.
وفى اليوم التالى عند ما رفعت الأعلام على القلاع فى وقت السحر، وأخذت المدافع فى إطلاق طلقاتها، ارتدى الباشا المشار إليه ملابسه الرسمية على الفور وتوجه ومعه العدد اللازم من الجنود السلطانية، قاصدا قصر الشريف عبد المطلب أفندى واصطحبه معه وكان متهيئا للتحرك وقفل راجعا مع الموكب العظيم إلى الحرم الشريف للمسجد الحرام. وكان فى معية الشريف المذكور أشراف مكة وساداتها الممثلون للإمارة وتفضل الباشا بإلقاء خطبة بليغة أمام الجمع الغفير من السادة وأهالى مكة الكرام وبعد ذلك أم القضاة الأربعة الكرام وكل العلماء