وقد نقش بالذهب فوق كمر نافذة المواجهة السعيدة الحديث الشريف «إنما الأعمال بالنيات»(١).
الميدان الواقع فى شمال الحرم السعيد مفروش برمل أصفر وهذه الساحة مكشوفة وجهاته الأربعة مغطاة بقبة الفلك الربانى ويطلق على الجهة الجنوبية الشرقية وعلى محاذاة صفة أهل الصفة «روضة الرسول» صلى الله عليه وسلم وهى حديقة مربعة الأضلاع قد أحيطت بسور خشبى جميل وفى داخل هذه الحديقة: نخلتان كبيرتان وستة من أشجار النخيل وشجرة تمر هندى وشجرة سدر وفى الطرف الذى تهب منه الرياح بئر ذات ماء حلو. وماء هذه البئر فى غاية اللذة وهو ماء مقبول لدى الأهالى وقيم مثل ماء زمزم.
وقد ذهب بعض الرواة إلى أن روضة الرسول هى حديقة الرسول صلى الله عليه وسلم وأشجار النخيل التى فى داخلها قد غرسها بيده الشريفة، إلا أن روضة الرسول وحديقة السيدة فاطمة-رضى الله عنها-قد غرس بعض أشجار النخيل التى فى داخلها شيخ الخدمة «عزيز الدولة» وقال ابن جبير: إنه كان فيها فى وقت عزيز الدولة خمس عشرة شجرة. وقال مجد الدين اللغوى: كان فيها أكثر من خمس عشرة شجرة. وأشار ابن فرحون إلى أن أشجار النخيل هذه غرست قبل زمن عزيز الدولة.
همّ بعض سادات المدينة ألا يستحسنوا وألا يستصوبوا فكرة غرس عزيز الدولة أشجار النخيل فى الساحة الرملية للحرم السعيد ولكنهم اختاروا الصمت مراعاة لخاطره وتوقيا من سوء معاملته. وكانت الرياح العاصفة التى هبت فى عصر شيخ الخدمة ياقوت الرسول قد جففت هذه الأشجار، ولكنه انتزع الأشجار اليابسة وغرس مكانها أشجارا جديدة.
واعترض الأهالى فى هذه المرة على غرسه لأشجار النخيل قائلين «قد ابتدعت
(١) أخرجه البخارى فى أول الصحيح حديث رقم (١) فتح البارى ١٥/ ١،باب بدء الوحى وأعاده فى باب ما جاء إنما الأعمال بالنية والحسبة .. ،حديث رقم (٥٤)،ومواضع أخرى فى صحيحه حديث ٢٥٢٩، ٦٩٥٣،٦٦٨٩،٥٠٧٠،٣٨٩٨.