شيئا جديدا» إلا أنهم خسروا دعواهم، وأراد الشيخ طوعان أن يزيد عدد هذه الأشجار فى سنة ٨٧٣ ولكنه لم يوفق نتيجة لاعتراض الناس ومخالفتهم، ولما كانت هذه المسألة موضع اختلاف بين العلماء فلا قيمة لاعتراض الأهالى حينئذ.
وقد حكم بعض العلماء بكراهية غرس الأشجار فى حرم مسجد السعادة بينما أباحه الآخرون.
قال مؤلف «زهر البساتين»:ويجوز غرسه مع الكراهة إذا لم تزعج أغصانها الجماعة وإذا غرس بنفسه فهو حرام.
«وقال ابن حجر» تنتفع الجماعة من ظلها واختلف فى حق ثمارها فحكم بعض العلماء قائلين: «فثمارها مباحة لجميع المسلمين مثل ثمار الأشجار التى تنبت فى المقابر» واعترض ابن حجر على هذا الحكم قائلا: «بما أن غرسها جائز فهى ملك لمسجد السعادة فلا يجوز أكل ثمارها يجب أن تباع ويصرف ثمنها لأمور المسجد».
ما زالت أشجار النخيل التى غرسها ياقوت الرسول موجودة وثمارها السنوية خاصة لأغوات حرم السعادة، وتظل أحيانا نخلة واحدة وأحيانا تزيد وتصل إلى ثلاث أو أكثر من النخلات ويقتطف أغوات الحرم الشريف تمر هذه الأشجار ويهدونه إلى عظماء البلاد الإسلامية وأعيانها.
وقد جدد المسجد النبوى منذ الهجرة النبوية إلى الآن كما ذكر فى الوجهة السابعة سبع مرات وآخر مرة جدد وعمر فى «١١٢٧ و ١٢٧٧» هـ.
وإنه لا ينكر ما بذل من الجهود وما أنفق من النقود فى سبيل تعمير وتجديد مبانى مسجد السعادة فى عهود الملوك الأموية والخلفاء العباسيين وملوك الشراكسة المصرين؛ إلا أن ما بذل من المساعى وما أنفق من النقود فى عهد السلاطين العثمانية الخالية من الجهود، ولا سيما فى عهد سلطنة الخليفة عبد المجيد خان والد سلطاننا كثير المحامد، تفوق جميع الجهود التى بذلت فى عهد جميع الملوك السابقين ولا تقاس هممهم بهمم الحكام المسلمين السابقين.